للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والهجرة [٥ب]، وإحراز الفضل والمراتب العلية، والإنفاق في الجهاد، وبذل النفوس والأموال لله ولرسوله، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لو أنفق أحدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد أحدهم " (١) فنعوذ بالله من الجهل والخذلان " انتهى بلفظه.

وقال المنصور بالله في كتابه " الكاشف للإشكال الفارق بين التشيع والاعتزال " ما لفظه: " إن القيوم - يعني: الصحابة - لهم حسنات عظيمة،. بمشايعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونصرته، والقيام دونه، والرمي من وراء حوزته، ومعاداة الأهل والأقارب في نصرة الدين، وسبقهم إلي الحق، وحضور المشاهد التي تزيغ فيها الأبصار، وتبلغ القلوب الحناجر. . . " إلي آخر كلامه.

وعلى الجملة:

إنه إذا لم يقنع المتبع لأهل البيت. مما أسلفناه من إجماعاتهم ونصوصهم؛ فهو إما جاهل لا يفهم ما يخاطب به ولا يدري ما هو العلم، وإما مكابر قد أعمى التعصب بصر بصيرته، واستحوذ عليه الشيطان، فماده بزمام الغي والطغيان، إلي هذه المصيبة التي هي مهلكة الأديان، بإجماع حملة السنة والقرآن، وكلا الرجلين لا ينفعه التطويل والاستكثار، من نقل نصوص الأئمة، ومن صرائح الأدلة، فلنقتصر على هذا المقدار، فإن لم ينتفع به، لم ينتفع بأكثر منه (٢)


(١) تقدم تخريجه.
(٢) وقد ذكر الشوكاني في كتابه أدب الطلب منتهى الأرب (ص: ٤٠ - ٤١) بتحقيقي أثر هذه الرسالة التي بين أيدينا فقال: " وظننت أن نقل إجماع أهل العلم يرفع عنهم العماية. ويردهم عن طرق الغواية. فقاموا بأجمعهم، حرروا جوابات زيادة على عشرين رسالة مشتملة على الشتم والمعارضة. مما لا ينفق إلا على بهيمة، واشتغلوا بتحرير ذلك وأشاعوه بين العامة ولم يجدوا عن الخاصة إلا الموافقة، تقية لشرهم، وفرارا من معرتهم، وزاد الشر وتفاقم، حتى أبلغوا ذلك إلي أرباب الدولة، والمخالطين للملوك من الوزراء وغيرهم، وأبلغوه إلي مقام خليفة العصر- المنصور على بن العباسي- حفظه الله وعظم القضية عليه جمعة ممن يتصل به، فمنهم من يشير عليه بحبسي، ومنهم من ينتصح له بإخراجي من مواطن ... ".