للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عقولا، ولسانا ناطقا. وقال: سلوني عن كتاب الله، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم نهار، أم في سهل أم بجبل (١). . . انتهى كلام ابن حجر. . . وناهيك. مما أفاده قوله عليه السلام حذا من كمال الضبط الذي هو شرط الرواية.

ثم قال ابن حجر في موضع آخر ما لفظه: مما يدل على أن الله - سبحانه - اختص عليا من العلوم. بما تقصر عنه العبارات قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: " أقضاكم على "، وهو حديث صحيح (٢) بلا نزاع فيه ... انتهى.

وبما ذكرناه من حمل الأمير هاهنا على غير الوجوب بالأدلة الواضحة التي ليس فيها اختلال بجمع شمل الأحاديث، وينحل الأشكال من دون ملجئ إلي التكلفات التي حكاها السائل - أبقاه الله - في السؤال والله سبحانه أعلم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

حرره العبد الفقير إلي ربه الغني، شرف الدين بن إسماعيل بن محمد - أصلح الله له أحوال الدارين -[٢].


(١) أخرجه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (١/ ٦٧ - ٦٨) بلفظ مقارب وذكره ابن حجر في " الإصابة " (٧/ ٦٠).
(٢) أخرج البخاري في صحيحه (٨/ ١٦٧ رقم ٤٤٨١) عن ابن عباس قال: قال عمر - رضي الله عنه: " أقرؤنا أبي وأقضانا علما .. ". وأخرجه أحمد في "المسند" (٥/ ١١٣).
وأخرجه ابن ماجه (١/ ٥٥رقم ١٥٤) والترمذي (٥/ ٦٦٥رقم ٣٧٩١) وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم (٣/ ٤٢٢) وقال: هدا إسناد صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي وأقرهما الألباني في الصحيحة (٣/ ٢٢٣) وابن حبان (ص ٥٤٨رقم ٢٢١٨) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان. وأقضاهم علما بن أبي طالب، وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل. وأفرضهم زيد بن ثابت. ألا وإن لكل أمة أمينا. وأمن هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وهو حديث صحيح.