للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدجال (١)، وطلوع الشمس (٢) من مغربها. بل ثبت أنه قام فيهم مقاما فما ترك قائد فتنة إلا ذكره، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه. ومن ذلك قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أن عمارا تقتفه (٣) الفئة الباغية، فلم يكن أخباره بالأمور المستقبلة خاصة بالبعض دون البعض.

قلت: ... المراد. مما ذكرناه هو غير ما أظهره رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إظهارا عاما من دون تخصيص. ولا شك أنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قد خصص أمير المؤمنين بالكثير الطيب من ذلك، ولا ينافيه [٦] تعميم الإظهار لبعض الأخبار، بل لا ينافيه تخصيص لبعض الصحابة ببعض المغيبات، كما وقع مثل ذلك منه - صلى الله عليه آله وسلم - لأبي ذر (٤)،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٧١٣١) ومسلم في صحيحه رقم (١٠١/ ٢٩٣٣) عن انس رضي الله عنه قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ما بعث نط إلا انذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب كافر ".
(٢) أخرجه البخاري رقم (٦٥٥٦) ومسلم رقم (٢٤٨/ ١٥٧) وأبو داود رقم (٤٣١٢) وابن ماجة رقم (٤٠٦٨) كلهم من حديث أبي هريرة.
(٣) أخرج مسلم في صحيحه رقم (٢٩١٦) من حديث أم سلمة.
وأخرج البخاري في صحيحه رقم (٤٤٧) من حديث أبي سعيد.
(٤) لعله يشير إلي الحديث الذي أخرجه البخاري رقم (٣٨٦١) و (٣٥٢٢) ومسلم رقم (١٣٢/ ٢٤٧٣) من حديث أبي ذر مرفوعا. وفيه قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إنه قد وجهت لمط أرض - أي أريت جهتها- ذات نخل. لا أراها إلا يثرب. فهل أنت مبلغ عني قومك؟ عسى الله أن ينفعهم بك وبأجرك فيهم ". .
ولعل المصنف يشر إلي الحديث الضعيف الذي أخرجه الطبري في تاريخه (٣/ ٥٤) وابن كثير في "البداية والنهاية" (٥/ ٨ - ٩) وأورده ابن الأثير في "الكامل " (٢/ ٢٨٠) من حديث عبد الله بن مسعود: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " يرحم الله أبا ذر يمشى وحده ويموت وحده ويبعث وحده ".
وقال ابن كثير: إسناده حسن ولم يخرجوه والخلاصة أن الحديث ضعيف. انظر " تخريج تاريخ الطبري " بتحقيقي وتحقيق محمد البرزنجي.