للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسلك السلف الصالح من الصحابة والتابعين، فلم يكلف الله أحدا من عباده أن يعتقد أنه - جل جلاله- متصف بغير ما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن زعم أن الله- سبحانه- تعبد عباده بأن يعتقدوا أن صفاته الشريفة كائنة على الصفة التي يختارها طائفة من طوائف المتكلمين، فقد أعظم على الله الفرية، بل كلف عباده أن يعتقدوا أنه ليس كمثله شيء، وأنهم لا يحيطون به علما (١).

أما موقف الشوكاني- رحمه الله- من صفات الله تعالى فقد أول بعضها في تفسيره "فتح القدير" تأويلا أشعريا.

والصفات التي أولها هي: " الوجه" (٢)، و" العين" (٣) و" اليد" (٤) و" العلو" (٥)، و"المجيء" (٦) و" الإتيان" (٧) و" المحبة" (٨)، و"الغضب" (٩) وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته " التحف " في إثبات الصفات على ظاهرها، من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو مذهب السلف الصالح- رضوان الله عليهم-.

قلت: إن الشوكاني- رحمه الله- على مذهب السلف، وكان يحبه، ويدعو إليه، كما هو ظاهر لكل من قرأ رسالته " التحف " غير أنه- كما يظهر لي- لم يستوعب مذهب السلف في مسألة الصفات استيعابا جيدا.


(١) " تنبيه الأعلام على تفسير المشتبهات بين الحلال والحرام " للشوكاني. وهى ضمن " الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني".
(٢) " فتح القدير": (٤/ ١٨٩).
(٣) "فتح القدير ": (٣/ ٤٨١) و (٥/ ٢ ٠ ١) و (٥/ ١٢٣) و (٣/ ٣٦٥) و (٢/ ٤٩٧).
(٤) " فتح القدير ": (٥/ ٤٨) و (٢/ ٥٧) و (٥/ ٢٥٨) و (٤/ ٤٤٥).
(٥) "فتح القدير ": (٢/ ١٠٤) و (٢/ ١٢٤) و (٣/ ٦٧) و (٥/ ٢٨٨).
(٦) " فتح القدير ": (٥/ ٤٤٠).
(٧) " فتح القدير ": (١/ ٢١٠، ٢١١) و (٢/ ١٨١).
(٨) " فتح القدير": (١/ ٣٣٣).
(٩) " فتح القدير": (٣/ ٣٨٠).