للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأسمع أفعالي بسمع بصيرة ... وأشهد أقوالي بعين سميعه

ومن ذلك قوله (١):

[وحدة الأديان عند ابن الفارض]

نبي مجلس الأذكار سمع مطالع ... ولي حانة الخمار عين طليعة

وما عقد الزنا وحكما سوى يدي ... وإن خل بالإقرار بي فهي حلت

وإن نار بالتنزيل محراب مسجد ... فما بار بالإنجيل هيكل بيعة

وأسفار توراة الكليم لقومه ... يناجي بها الأحبار في كل ليلة

وإن خر للأحجار في البد عاكف ... فلا تغد بالإنكار للعصبية

قال الكيزروني في سيرته: ومعنى البد عندهم: شخص في هذا العالم لم يولد ولا ينكح ولا يطعم ولا يشرب ولا يهرم ولا يموت وأول بد ظهر في العالم اسمه (شارمن) وتفسيره: السيد الشريف ومن وقت ظهوره إلى وقت الهجرة خمسة آلاف سنة وزعموا أن البددة أتوهم على عدد وظهروا في أجناس وأشخاص شتى ولم يكونوا يظهروا إلا في بيوت الملك لشرف جواهرهم ... ١ هـ.

وأقول: قد سمعت أن الإنكار على من خر للأحجار عصبية عند هذا المنصف ومقدم طائفة المنكرين الرسل جميعا بالإجماع [٢٠].

وانظر ما في كلام ربك من النهى عن عبادة الأوثان تجد الكثير الطيب وعلى الجملة فقد حكم على الله ورسله وملائكته بالعصبية وصوب عبده الأوثان أجمع فإن لم يكن هذا كفرا فما في الدنيا كفر والسلام. ولا تغرك مغالطته بقوله بعد هذا البيت:

فقد عبد الدينار معنى منزه ... عن العار بالإشراك بالوثنية

فإن المغالطة دأب القوم {يخادعون الله والذين آمنوا وما تخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرضى فزادهم الله مرضا ولهتم عاب أليم بما كانوا يكذبون} (٢)


(١) انظر ديوان ابن الفارض (ص ١١٤).
(٢) [البقرة: ٩ - ١٠]