(٢) قال ابن الجوزي في مقدمة الصفوة (ص ٢٠ - ٣٢) بعد ذكره مساوى " الحلية " ما فاتت الحلية من أشياء- " وقد حداني جدك أيها المريد في طلب أخبار الصالحين وأحوالهم أن أجمع لك كتابا يغنيك عنه - أي عن الحلية- ويحصل لك المقصود منه، ويزيد عليه بذكر جماعة لم يذكرهم- وأخبار لم ينقلها، وجماعة ولدوا بعد وفاته وينقص عنه بترك جماعة قد ذكرهم لم ينقل عنهم كبير شيء وحكايات قد ذكرها، فبعضها لا ينبغي التشاغل به، وبعضها لا يليق بالكتاب على ما سبق بيانه " نذكرها لك باختصار. ١ / ذكر أسماء لم يترجم لأصحابها. ٢/ ذكر ما لا يليق بالكتاب. ٣/ الإطالة فيما يروى من الأحاديث، السجع البارد. ٤/ ذكر أحاديث باطلة. ٥/ إضافة التصوف إلى غر الصحابة. ٦/ ذكر أشياء عن الصوفية لا يجوز فعلها. ٧/ خلط التراجم. ٨/ إطالة الكلام فيما لا طائلة فيه. ٩/ عدم ذكره لقدوة الخلق محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تلك مساوئ " الحلية " التي ذكرها ابن الجوزي فأراد " بالصفوة " تلافي تلك العيوب. (٣) روض الرياحين في حكايات الصالحين، لأبي السعادات عبد الله بن أسعد اليافعي (ت ٧٦٨ هـ). ذكر فيه صاحبه منامات الصالحين، وضمنه مخالفات ظاهرات وعبارات فيها غلو في الصالحين، وفي أعيان المتصوفة المتأخرين. ففيه مثلا (ص ٢٢٩): جواز الدروشة والذكر المبتدع. وفيه (ص ١٧٦): أن الله باهى موسى وعيسى- عليهما السلام- بابي حامد الغزالي. وفيه (ص ١٦٩) تصريح بالكشف. وفيه (ص ٣٤ - ٣٥) مجالسة شيبان الراعي مع الشافعي وأحمد وهو خبر كاذب. وقد أفئ محمد بن عبد الوهاب بحرف هذا الكتاب وكان يسميه روض الشياطين. انظر " دعاوى المناوئين (ص ٩٥ - ٩٧)، كتب حذر منها العلماء (٢/ ١٩٨ - ٢٠٠).