للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصنفة في تاريخ العالم، فإن كلها مشتملة على تراجم كثير منهم، ويغني عن ذلك كله ما قصه الله- عز وجل- في كتابه العزيز عن صالحي عباده الذين لم يكونوا أنبياء كقصة ذي (١) القرنين، وما قيأ له مما تعجز عنه الطباع البشرية، وقصة مريم كما حكاه - سبحانه- بقوله: {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا ... إلى آخر الآية} (٢) وقوله: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} (٣) ولم يكن في وقت وجود الثمر على النخل. ومن ذلك قصة أصحاب الكهف، فقد قص الله علينا فيها أعظم كرامة، وقصة آصف بن برخيا حيث حكى عنه- عز وجل- قوله: {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} (٤) وغير ذلك مما حكاه- سبحانه- عن غير هؤلاء. والجميع ليسوا بأنبياء، وثبت في الأحاديث الثابتة في الصحيح (٥) مثل حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، وحديث (٦) جريج الراهب الذي كفمه الطفل، وحديث (٧) المرأة التي قالت


(١) انظر سورة الكهف (٨٣ - ١٠٠).
(٢) [آل عمران: ٣٧]
(٣) [مريم: ٢٥]
(٤) [النمل: ٤٠]
(٥) أخرجه البخاري في صحيحة رقم (٣٤٦٥) ومسلم في (٢٧٤٣) وقد تقدم.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحة رقم (١٢٠٦) وأطرافه [٢٤٨٢، ٣٤٣٦، ٣٤٦٦] ومسلم في صحيحة رقم (٢٥٥٠) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٧) أخرجه البخاري رقم (٣٤٣٦) ومسلم في صحيحة رقم (٨/ ٢٥٥٠) من حديث أبي هريرة " .. وبينا صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه اللهم اجعل ابني مثل هذا فترك الثدي واقبل بليه فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع قال فكأني انظر إلى رسول الله وهو يحكى ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه فجعل يمصها قال ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل فقالت أمه اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع ونظر إليها فقال اللهم اجعلني مثلها فهناك تراجعا الحديث فقالت حلقى، مر رجل حسن الهيئة فقلت اللهم اجعل ابني مثله فقلت اللهم لا تجعلني مثله ومروا هذه الأمة وهم يضربونها ويقولون زنيت سرقت فقلت اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت اللهم اجعلني مثلها قال: إن ذاك الرجل جبار فقلت اللهم لا تجعلني مثله وان هذه يقولون لها زنيت ولم تزن وسرقت ولم تسرق فقلت اللهم اجعلني مثلها.