للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن دحية (١) مصنفا في المولد، وحماه: التنوير في (٢) مولد البشير النذير، وما استناد هؤلاء الأعيان المزينين لهذه الشنيعة لهؤلاء السوقة والأغمار.

ولعل المؤلف المذكور بيد محسن مسعود النشاد وجماعته. فهل قد سبق في زمن النبوة المطهرة من الدنس مثل هذا، أو في زمن الصحابة الراشدين، أو أحد من أئمة أهل البيت المطهرين قد أجاز ذلك، أو أشار إليه، أو جوزه للسوقة والأوغاد، أو هذه بدعة شنيعة من بدع الصوفية الأغمار يجب النكير عليها والتشديد والتشريد لفاعليها، ورفعها إلى ولاة هذه المدينة المحمية المعمورة بعلماء الزيدية الكرام، وعلوم آل محمد الأعلام، أو كيف يكون الحال والمجال بلغت القلوب الحناجر من هذه البدع الحادثة في هذا الزمان.

نعم، ومن جملة ذلك القبيح أنهم أحدثوا في هاتين السنتين في الأقطار التهامية مثل بيت الفقيه ابن عجيل، والحديدة، وصارت تسري في جميع البلاد الإمامية- أعزها الله- وذلك أنهم أحدثوا عمارة جدد من حجارة [٢] وزخرفوه بالجص والنورة، ثم فعلوا له يوما أو ليلة في الشهر، يجتمعون إليه صغيرهم والكبير، والأنثى والذكر، والشريف والوضيع، يطوفون حوله كطوافهم بالبيت المعمور طول تلك الليلة، من دون إنكار ولا


(١) هو: عمر بن الحسن بن علي بن محمد، أبو الخطاب، ابن دحية الكلبى.
أديب، مؤرخ، حافظ للحديث من أهل سبتة بالأندلس، ولي قضاء دانية، رحل إلى مراكش والشام والعراق وخراسان واستقر. بمصر.
ولد سنة ٥٤٤ هـ وتوفي سنة ٦٣٣ هـ.
انظر: شذرات الذهب (٥/ ١٦٠) والأعلام (٥/ ٤٤).
(٢) رقد ذكرنا آنفا أنه أول مؤلف في المولد النبوي.