الدعوة إلى الله عز وجل هي مهمة الأنبياء والمرسلين ومن سار على دربهم إلى يوم الدين من الدعاة والمصلحين قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا}.
ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث هو حجة علينا جميعا:"بلغوا عني ولو آية".
وبعض الجن أفقه من بعض الإنس لما نزل قول الله تعالى:{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} كانت نتيجة ذلك أن قام البعض بمهمة الدعوة: {وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} يدعون إلى الله عز وجل {يَا قَوْمنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ}.
ويقول الله عز وجل حاكيا عن أهل النار:{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ} وهذا يؤكد أن الداعي هو الذي يذهب إلى الناس ويقوم بدعوتهم؛ ولهذا أمر الله عز وجل نبيه بالقيام، والعمل لأجلها:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ} وهذا يتطلب جهدا بدنيًا وماليًّا وفكريًا للقيام بذلك كله.
ورتب الله عز وجل الأجر والمثوبة العظيمة والفضل الجزيل، لمن قام بذلك:"لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"[رواه البخاري ومسلم].
ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "من دعاء إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا"[رواه مسلم].