للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليك حق؟ قال: يا أماه ... إنما أطلب راحتها، أبادر طي صحيفتي (١).

أما شداد بن أوس فإنه إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم، فيقول: اللهم إن النار أذهبت النوم فيقوم فيصلي حتى يصبح (٢).

يناجون رب العالمين إلههم

فتسري هموم الدنيا والناس نوم (٣)

ورغبة في الخير العظيم والجزاء الأكمل ... صام منصور بن المعتمر أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي، فتقول له أمه: يا بني قتلت قتيلاً؟ فيقول: أنا أعلم بما صنعت بنفسي، فإذا كان الصبح، كحل عينه، ودهن رأسه، وبرق شفتيه (*) وخرج إلى الناس (٤).

قال عمر بن ذر: لما رأى العابدون الليل قد هجم عليهم، ونظروا إلى أهل الغفلة قد سكنوا إلى فرشهم ورجعوا إلى ملاذهم من النوم، قاموا إلى الله فرحين مستبشرين بما قد وهب لهم من حسن عادة السهر وطول التهجد، فاستقبلوا الليل بأبدانهم وباشروا الأرض بصفاح وجوههم، فانقضى عنهم الليل وما انقضت لذتهم


(١) مختصر قيام الليل ٢٧.
(٢) صفة الصفوة ١/ ٧٠٩.
(٣) صفة الصفوة ٣/ ٣٨٠.
(*) وذلك حتى لا يظهر عليه أثر الجهد والسهر خوفًا من الرياء.
(٤) السير ٥/ ٤٠٦، صفة الصفوة ٣/ ١٦٢.

<<  <   >  >>