للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من التلاوة، ولا ملت أبدانهم من طول العبادة، فأصبح الفريقان وقد ولى عنهم الليل بربح وغبن، أصبح هؤلاء قد ملوا النوم والراحة، وأصبح هؤلاء متطلعين إلى مجيء الليل للعادة، شتان ما بين الفريقين.

* حين سألت ابنة الربيع بن خثيم أباها: يا أبتاه الناس ينامون ولا أراك تنام؟ قال: يا بنية إن أباك يخاف

السيئات (١).

والآن تقلبت الأمور وتغيرت الأحوال فمن لم ينم فهو غالبًا قائم على منكر أو محرم ... ولربما كان مهمومًا مغمومًا من نقصان مال وأمر تجارة أو عارض من عوارض الدنيا، ولنر ما كان يهمهم ويشغلهم ... فقد كان أحدهم وهو بشر الحافي لا يزال مهمومًا فقيل له في ذلك، فقال: إني مطلوب وكان لا ينام الليل .. وكان يقول: أخاف أن يأتيني أمره وأنا نائم (٢).

وقالت ابنة لعامر بن عبد قيس: ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام؟ فقال: يا بنية إن جهنم لا تدع أباك ينام (٣).

ألا يا عين ويحك أسعديني ... بطول الدمع في ظلم الليالي


(١) الزهد للإمام أحمد بن حنبل ٤٦٩.
(٢) الزهر الفائح ١٨.
(٣) الزهد ٣١٦.

<<  <   >  >>