للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا تردنها يا رب خائبة

فبحر جودك يروي كل من يرد (١)

قال الحسن -رحمه الله-: ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ونفقة المال، فقيل له ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهًا؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نورًا من نوره (٢).

وهذه المجاهدة والمكابدة في أول الأمر ثم تتبدل إلى محبة وشوق، فقد عرف عن ثابت البناني أنه يقوم الليل ويصوم النهار، وكان يقول: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل.

وقوام الليل يحبون -مثلنا- النوم والراحة والدعة ولكنهم نفضوا غبار الكسل واستحثوا الخطى وقووا العزائم انظر إلى عبد العزيز بن رواد إذا جن عليه الليل يأتي فراشه فيمر يده عليه ويقول: إنك للين، والله إن في الجنة لألين منك، ولا يزال يصلي الليل كله (٣).

ويسبق حلول الليل استعداد مبكر ونية صادقة لقيام الليل فهذا معاوية بن قرة يذكر نصيحة أبيه لهم إذا صلوا العشاء ... يا بني ناموا لعل الله أن يرزقكم من الليل خيرًا.

ولا يكن نهار المسلم كما قال الشاعر:


(١) طبقات الشافعية ٤/ ٢٢٥.
(٢) الإحياء ١/ ٢٢٠.
(٣) الإحياء ١/ ٤٢٠.

<<  <   >  >>