للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أجوبة سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-]

بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله وخليله وأمينه على وحيه؛ نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فلا ريب أن الله جل وعلا أمر بطاعة ولاة الأمر، والتعاون معهم على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه، فقال جل وعلا: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} (١) هذا هو الطريق؛ طريق السعادة، وطريق الهداية، وهو طاعة الله ورسوله في كل شيء، وطاعة ولاة الأمور في المعروف من طاعة الله ورسوله، ولهذا قال جل وعلا: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} (٢).

فطاعة ولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله، فإن أولي الأمر هم الأمراء والعلماء والواجب طاعتهم في المعروف، أما إذا أمروا بمعصية الله، سواء كان أميرا أو ملكا أو عالما أو رئيس جمهورية، أو غير ذلك، فلا طاعة له في ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الطاعة في المعروف» (٣) والله


(١) سورة النساء، الآية: (٥٩).
(٢) سورة النساء، الآية: (٥٩).
(٣) رواه البخاري في كتاب الأحكام برقم (٦٦١٢)، ومسلم في الإمارة برقم (٣٤٢٤)، والنسائي في البيعة برقم (٤١٣٤)، وأبو داود في الجهاد برقم (٢٢٥٦)، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة برقم (٦٨٦).

<<  <   >  >>