للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين".

وسند حديث أبي سعيد أثبت.

وقوله في هذا: "بسم الله يبريك" يحتمل أن المتعلق محذوف، والتقدير: "باسم الله أرقيك، هو يبريك" ليوافق الرواية الأولى. ويحتمل غير ذلك.

وقد تقدم في الفصل الثالث دعاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عند النوم: "اللهم باسمك أحيا، وباسمك أموت" (١).

وتقدم أن المراد بالحياة والموت فيه: اليقظة والنوم، ومعنى الباء المصاحبة، على ما قدمناه، أي: ذاكرًا اسمك أُتِمّ يقظتي، وذاكرًا اسمك أنام، أي: أذكر اسمك لكل ما يهمني في يقظتي ونومي.

وفي حديث آخر: "باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه" (٢). والمعنى أيضًا: ذاكرًا اسمَك ربِّي وضعتُ جنبي.

وأما قوله: "وبك أرفعه" فالمعنى ــ والله أعلم ــ: وبمشيئتك أرفعه.

وقد جاء في رواية: "بك وضعت جنبي" وهو من تصرف الرواة.

وبقيت أحاديث غير هذه، فينبغي أن يفسَّر كلٌّ منها بما هو الظاهر فيه، ولا ملجئ إلى تكلف جعل الجميع على وتيرة واحدة.


(١) سبق في (ص ٣٧).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، بعد باب التعوذ والقراءة عند المنام (٦٣٢٠) ومسلم في كتاب الذكر والدعاء، باب ما يقول عند النوم (٢٧١٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>