مكارم أهله مخدجة ناقصة، مستقلة مستصغرة، فأنت مستغرب في دهرك، أنك بلغت غاية التمام في أوان النقصان (. . . . . .) فكيف بك وقد تناهت قوتك، وتمكنت شبيبتك. وهذه العبارة وإن كانت تزيد على لفظه، فهي مفهومة منه، وغير خارجة في جملتها عنه.
وَرَفَلْتَ في حُلَلِ الثَّنَاءِ، وإِنّما ... عَدَمُ الثَّنَاءِ نِهَايَةُ الإِعْدَامِ
عَيْبٌ عَلَيْكَ تُرَى بِسَيْفٍ في الوَغَى ... ما يَصْنَعُ الصَّمْصَامُ بالصَّمْصَامِ
فيقول لسيف الدولة: ورفلت صغيرا وكبيرا في حلل الثناء والحمد، وأحرزت أبعد غايات الكرم والمجد، وإنما عدم الثناء نهاية الإعدام والفقر، وغاية الإقلال والعسر.
ثم قال مخاطبا له: عيب عليك وأنت السيف نفاذا وحدة، وصرامة وهيبة، أن تتقلد السيف في حربك، ونستعمله (في) بطشك، والسيف يقصر (عن) فعلك، ويتصاغر عن جلالة قدرك، فما تفعل، وأنت الصمصام، بصمصام يعضدك، وما تريد، وأنت السيف، بسيف يعينك ويؤيدك.
ثم قال: إن كان مثلك في نظرائك من الرؤساء، ومن تقدمك من أكبر الكرماء، أو تظنه كائنا في الأغلب من (. . . .) ومنتظرا في غير عصرك، فبرئ حينئذ من الإسلام (. . . . . .).
مَلِكٌ زُهَتْ بِمَكَانِهِ أَيَّامُهُ ... حَتَّى افْتَخَرْنَ بِهِ على الأَيَّامِ