للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذِراعُ كُلَّ أَبي فُلانٍ كُنْيَةً ... حَالَتْ فَصَاحِبُها أَبو الأَيْتَامِ

الخلل: الفرجة بين الشيئين، والقتام: الغبار، وبيض الحديد معروفة، والواحد بيضة، والذراع: علامة معروفة يسم بها بنو سعد العشيرة.

فيقول لسيف الدولة: فتركت هاتين القبيلتين، وكأن رؤوسهم قد غضبت على أجسامهم ففارقتها، وتسخطت صحبتها فباينتها، وصاروا في خلل بيوتهم أجساما لا رؤوس لها، ورؤوسا لا تتصل الأجسام بها.

ثم قال على نحو ما قدمه: أحجار ناس، يشير إلى كثرتهم، وما قطعه القتل من حركتهم، وأنه أبقاهم جثثا كالأحجار في أرض قد لبسها الدم لكثرته، وستر (. . . . . . . . . . .) فصاروا في معتركهم كالأحجار الساكنة على أرض من لدماء الجارية تحت سماء من القتام؛ مثار سنابك الخيل، ونجومها لوامع البض.

ثم قال وعلامة (. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .).

عَهْدِي بِمَعْرَكَةِ الأَميرِ وَخَيْلُهُ ... في النَّقْعِ مُحْجِمَةً عن الإحْجَامِ

صَلَّى الإلهُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ ... وَسَقَى ثَرَى أَبَوَيْكَ صَوْبَ غَمَامِ

وَكَساكَ ثَوْبَ مَهَابَةٍ مِنْ عِنْدِهِ ... وأَرَاكَ وَجْهَ شَقِيقِكَ القَمْقَامِ

المعركة: موضع القتال، والنقع: الغبار، والإحجام: التأخر، وهو مقلوب من الإحجام، والصلاة الترحم، والشقيق: الأخ من الأب والأم، والقمقام: السيد الكثير الخير.

فيقول: عهدي بمعركة الأمير سيف الدولة في القوم الذين ذكر إيقاعهم بهم، وخيله في الرهج الذي ثار في تلك المعركة، مقدمة إلى الأعداء غير محجمة، متسابقة إليهم غير متهيبة، تتأخر عن الإحجام، وتقتحم أشد الاقتحام.

ثم قال مخاطبا له: وفر الله حظك من رحمته، ورضي عنك لا بالتوديع عند (. .

<<  <  ج: ص:  >  >>