للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

) مع كرمه الذي يمنعه من العجب بما يفعله، وشرفه الذي يغنيه عن الفخر بما يبلغه. وهذه العبارة وإن كان فيها زيادة على لفظ الشعر، فهي مفهومة منه، وغير خارجه في الحقيقة عن قصده.

كُلُّ السُّيُوفُ إذا طَالَ الضّرابُ بِهَا ... يَمَسُّهَا، غَيْرَ سَيْفِ الدَّوْلَةِ السَّأَمُ

لَوْ كَلَّتِ الخَيْلُ حَتَّى لا تَحَمَّلُه ... تَحَمَّلَتْهُ إلى أَعْدَائِهِ الهمَمُ

السأم: الملل، والهمم: جمع همة، والهمة ما يهم به الإنسان مما يعتقد فعله.

فيقول: كل السيوف إذا طال الضراب بها (. . . . . . . . . .) الاستعمال لها، تسأم وتفتر، وتنتفل وتقصر، غير سيف الدولة (. . . . . . . . . . . .) لا يقصر فعله.

ثم قال: لو كلت الخيل عن الاستقلال بحمله، وعجزت عن البلوغ به إلى قصده، لأنهضته (. . . . . . . . . . . . .).

أَيْنَ البَطَارِيْقُ والحَلْفُ الذي حَلَفوا ... بِمَفْرِقِ المَلْكِ، والزَّعْمُ الذي زَعَمُوا

وَلَّى صَوارِمَهُ إكذابَ قَوْلِهِمُ ... فَهُنَّ أَلْسِنَةٌ أَفْواهُهَا القِمَمُ

نَواطِقٌ مُخْبِراتٌ في جَمَاجِمِهِمْ ... عَنْهُ بِمَا جَهَلوا، منْهُ وما عَلِمُوا

البطاريق: أكابر الروم، والملك: الملك، والمفرق معروف، وأشار به إلى رأس الملك (. . . . . . . . . . .)، والصوارم: السيوف، والقمم: أعالي الرؤوس.

فيقول: أين بطاريق الروم وحلفهم الذي حلفوا لملكهم، وزعمهم الذي زعموا له، وضمانهم الذي ضمنوه عنده انهم يلقون سيف الدولة معتزمين على مبارزته، مستميتين في مدافعته.

ثم قال: ولى سيف الدولة سيوفه إكذاب ما ضمنوه، وحملها إبطال ما زعموه (. . . . . . .).

الرَّاجعُ الخَيْلَ مُحْفَاةً مقَوَّدَةً ... مِنْ كُلَّ مِثْلِ وَبَارٍ أَهْلُها إِرَمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>