ثانيهما - كتاب " السير الكبير " لمحمد - رَحِمَهُ اللهُ -، وقد شرحه السَرَخْسِي، وهو من أقدم وأَهَمِّ مراجع الفقه الإسلامي في العلاقات الدولية، وقد طبع أخيراً تحت إشراف جامعة الدول العربية برغبة من جمعية محمد بن الحسن الشيباني للحقوق الدولية.
وفي هذين الكتابين يتضح إلمام تلامذة الإمام وَهُمْ حاملو علمه بتاريخ المعارك الإسلامية في عهد الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وعهد خلفائه الراشدين.
وجولدتسيهر لا يخفى عليه أمر هذين الكتابين، وكان بإمكانه لو أراد الحَقَّ أنْ يعرف ما إذا كان أبو حنيفة جاهلاً بالسيرة أو عالماً بها من غير أنْ يلجأ إلى رواية «الدميري» في " الحيوان " هو ليس مؤرِّخاً وكتابه ليس كتاب فقه ولا تاريخ، وإنما يحشر فيه كل ما يرى إيراده من حكايات ونوادر تتصل بموضوع كتابه من غير أنْ يعني نفسه البحث عن صحتها، ولا يخفى ما كان بين أبي حنيفة ومعاصريه ومُقَلِّدِيهِمْ من بعدهم من عداء منهجي فكري، وقد كان هذا العداء مادة دسمة لرُواة الأخبار