للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

خلطاً وخبطاً، وإنك لترى كل واحد منهم يُقَرِّرُ ما نقضه غيره من هؤلاء المُدَقِّقين بزعمهم، أو ينقض ما قرَّرهُ.

ثم أخذ «دينيه» يُورِدُ الأمثال على هذه المتناقضات وختم كلامه بقوله:

وإنْ أردنا استقصاء هذه التناقضات التي نجدها بين تمحيصات هؤلاء المُمَحِّصِينَ بزعمهم يطول بنا الأمر، ولا نقدر أنْ نعرف أية حقيقة، ولا يبقى أمامنا إلاَّ أنْ نرجع إلى السيرة النبوية التي كتبها العرب، فأمَّا المؤلفون الذين زعموا أنهم يريدون ترجمة محمد بصورة علميَّة شديدة التدقيق فلم يتَّفقُوا منها ولو على نقطة مُهِمَّةٍ، وبرغم جميع ما نقبوه ونقروه، وحاولوا كشفه بزعمهم، فلم يصلوا ولن يصلوا إلاَّ إلى تمثيل أشخاص في تلك السيرة ليسوا أعرق في الحقيقة الواقعية من أبطال أقاصيص «فالتر سكوت» و «إسكندر دوماس»، فهؤلاء القصاص تخيَّلُوا أشخاصاً من أبناء جنسهم يقدرون أنْ يفهموهم، ولم يلحظوا إلاَّ اختلاف الأدوار بينهم، أما أولئك المُسْتَشْرِقُونَ فَنَسُوا أنه كان عليهم قبل كل شَيْءٍ أنْ

<<  <   >  >>