وأيضاً " خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من بيت عائشة وقال: رأس الكفر ههنا "(١).
وقال مقارناً بين علي وأولاده وبين أبي بكر وعمر وعثمان وأصحاب رسول الله عامة:
" قد أفادنا الكتاب العزيز، والسنة الثابتة عندهم، والأحاديث الصحيحة عندنا الكثيرة المستفيضة بل المتواترة معنى، والبراهين القاطعة المكررة في الكلام - أفادنا كل ذلك - علماً ضرورياً بعصمة الفرقة الأولى فضلا عن عدالتها، وبكفر الفرقة الثانية فضلا عن فسقها بحيث لا نشك فيه ولا نمترى.
ولو تنزلنا وسلمنا أنه - أعنى هذا الأمر - ليس كذلك لم نكن آثمين، حيث أن هذا هو الذي أدانا إليه اجتهادنا، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ".
" والعجب أنهم جوزوا الاجتهاد في تخلف أبي بكر وعمر عن جيش أسامة وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - من تخلف عنه، وفي إحراقهما بالنار
بيت علي وفيه علي وفاطمة والحسنين وهو أهل البيت، الذين طهرهم الله، وحث النبي - صلى الله عليه وسلم -على التمسك بهم وأكد في الوصية بهم، وفي سفك الصحابة بعضهم دم بعض، وسفك طلحة والزبير وعائشة دماء الأنصار والمهاجرين، وقتال أمير المؤمنين عليه السلام، وفي قتال معاوية وسفك دمه ودم من معه من الأنصار والمهاجرين، فكيف جوزوا الاجتهاد في كل هذا .. لأنفسهم .. ولم يجوزوا لأئمتنا وأكابر علمائنا الاجتهاد في سبهم والعدول عما نقلوه من أحكام الدين إلى ما نقلوه عن أهل البيت المطهرين بعدما نقلوه في شأن الفريقين من الأمر الواضح البين؟ ".
" وبالجملة لما رأينا الإله العظيم ورسوله الكريم قد مدحا أهل البيت وأمرا بالتمسك بهم كما ذكرناه وذما عامة أصحابه ونصا على ارتدادهم بعده بما نقلناه ازددنا تمسكاً بأهل البيت المطهرين الذين أخبر النبي - صلى الله عليه وآله - أن المتمسك بهم لن يضل أبداً، ونقلنا أحاديثهم وأخذنا معالم شرعنا عنهم