للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صدره، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تأذن له، لا تأذن له، لا تأذن له، فإن زرارة يريدني على كبير السن، وليس من ديني ولا دين آبائي" (١).

وأما زرارة نفسه فكان يشك في علم جعفر بن الباقر وإمامته وإمامة ابنه موسى الكاظم كما روى الكشي صريحاً عن ابن مسكان أنه قال:

"سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر، وأما جعفر فإن في قلب عليه لفتة" (٢).

وكما روي عن زياد بن أبي الهلال في رواية طويلة أن زرارة قال له عن أبي عبد الله جعفر:

"صاحبكم هذا ليس له بصر بكلام الرجال" (٣).

وأما موسى بن جعفر الملقب بالكاظم فمع أن الشيعة ورجالهم يعدون زرارة من أصحابه، لكن الكشي يصرح في عديد من الروايات أنه لم يعتقد بإمامته، ونورد هنا رواية عن نضر بن شعيب عن عمة زرارة قالت:

"لما وقع زرارة واشتد به قال:

ناوليني المصحف، فناولته وفتحته ووضعته على صدره وأخذه مني، ثم قال:

يا عمة! اشهدي أن ليس لي إمام غير هذا الكتاب" (٤).

فهذا هو أحد أساطين الرواية في الحديث عند الشيعة وهذه هي أحواله من حيث التوثيق والتضعيف والتعديل والتجريح عند القوم أنفسهم وفي أم كتاب الرجال عندهم .. تلك التي تناول تراجم الرواة والمحدثين والعلماء لدى هذه الطائفة، والتي قالوا فيها: "أهم الكتب في هذا الموضوع من مؤلفات المتقدمين هي أربعة كتب، عليها المعول وهي الأصول الأربعة في هذا الباب، وهي:


(١) رجال الكشي ص١٤٢
(٢) رجال الكشي ص١٣١
(٣) رجال الكشي ص١٣٣
(٤) رجال الكشي ص١٣٩

<<  <   >  >>