للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المطلوبة من أولي الأمر فلم تحصل بهم، فتبين أن ما ذكره من (اللطف) تلبيس وكذب" (١).

وقد ذكرنا عجزههم، وما حل بهم من قهر وظلم، وغلبة الغير عليهم من كتب القوم أنفسهم في كتابنا (الشيعة وأهل البيت) وكتابنا (الشيعة والتشيع)، وأكثر من ذلك أثبتنا أن المنفعة الدينية أيضاً لم تكن تحصل منهم للخلق حيث أنهم كانوا يخافون الحكام ويهابون المخالفين، ولم يكونوا يستطيعون أن يظهروا ما في قلوبهم حسب علمهم وإيمانهم، وقد أوردنا في ذلك روايات كثيرة، منها ما ذكرناها عن الكليني أنه روى عن زرارة بن أعين أنه قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابني، ثم جاء رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء رجل فسأله فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله، رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟.

فقال: يا زرارة، إن هذا خير لنا وأبقى لكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.

قال: ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين؟ قال: فأجابني بمثل جواب أبيه" (٢).

وكما أوردنا رواية في مبحث التقية عن جعفر أنه قال لأحد متبعيه:

"يا سليمان، إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله" (٣).

وهناك روايات في هذا المعنى أكثر من أن تعد وتحصى.

وحاصل الكلام: أن هذه هي الإمامة الشيعية التي يوجبونها على الله


(١) المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي ص٣٤
(٢) الأصول من الكافي في باب اختلاف الحديث ج١ ص٦٥
(٣) الكافي في الأصول ج٢ ص٢٢٢ باب التقية - ط إيران

<<  <   >  >>