للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويأتي عمر يوما شابٌ مصري قبطي يحمل شكوى من ابن حاكم مصر، العربي الشريف عمرو بن العاص .. وقد سابق ابنه محمد يوماً، فسبقه القبطي .. فضربه ابن عمرو بن العاص وهو يقول: (أتسبقني وأنا ابن الأكرمين) .. فيستدعي عمر الحاكم وابنه .. ويناول القبطي الدرة ويقول له: (اضرب ابن الأكرمين) .. فيقتص القبطي من ابن حاكم بلده .. ثم يقول عمر: (أدرها على صلعة عمرو .. فما ضربك إلا بسلطان أبيه) .. ثم يلتفت إلى عمرو بن العاص وابنه ويعلنها مدوية خالدة .. (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)؟!

وبعد فليس عمر وحده هو الذي صنعته حضارتنا رجلاً يمثل الإنسانية الكاملة الرحيمة، ففي أبي بكر وفي عثمان وفي علي وفي عمر بن عبد العزيز وفي صلاح الدين وفي غيرهم من علماء حضارتنا وعظمائها وقادتها وعبّادها وفلاسفتها، في كل واحد من هؤلاء مثلٌ خالد على سمو النزعة الإنسانية في حضارتنا الخالدة.

<<  <   >  >>