ما أجمل الدين الذي صرنا به ... بين الهداية والضلال نفرق!
ما أكمل الدين الذي قد جاءنا ... من ربنا يدري بذاك موفق!
هو نعمة محمودة من منعم ... ما عابه إلا الذي يتزندق
والعيب في الجعل الذي من طبعه ... بغض الروائح إن تطيب وتعبق
ويدحرج النتن الخبيث بأنفه ... هذا الذي بالجعل حتماً أليق
ما أحسن الدين الذي صرنا له ... متنكرين بضده نتعلق!
عصفت عليه عواصف في عصرنا ... لا رسمه تبقي ولا تترفق
ما مثلها شيء يكون مشابه ... في كيفها وبكمها تتدفق
حق على رب العباد بأنه ... يضع الذي في خِسّة يتسلق
ما كان من دنياً طغغت وتزينت ... إلا أتاها موعد متحقق!
لقد شغلتنا دنيا الكفار لما تشبهنا بهم وأثرت في قلوبنا آثار سوء كريهة، فصارت أعمالنا بأعمالهم شبيهة، حتى رحل من القلوب بغضهم والبراءة منهم واسْتهنا بالملة الحنيفة.