لقد بدأت ألمانيا في التحرك عام (١٩٤٨) بخمسة وأربعين ماركاً وهذا مبلغ تافه في الاستثمار.
أما الاستثمار الحقيقي، فقد كان في رأسمال الأفكار؛ التي هي في رأس كل ألماني، في تصميم الشعب الألماني، وفي الأرض الألمانية، التي كانت فقيرةً ومحتلةً من الآخرين، لكنها كانت السند اللازم لكل نشاط.
وفي الفترة نفسها عام (١٩٤٨) أقلعت الصين الشعبية في شروط أشد قساوةً، وبدمارٍ أكبر خلفته الحرب.
وبغض النظر عن خيار الصين الإيديولوجي فقد أنشأت رأسمالها من الأفكار الأولية.
وإن تجربتها في بيئةٍ اجتماعيةٍ اقتصاديةٍ كبيرة الشبه بغالبية البلاد الإسلامية تلقي كثيراً من الضوء على الوسائل البدائية للإقلاع.
وبصفةٍ عامةٍ فإن إمكانيات بلدٍ في هذا المستوى هي:
أ - زراعته وهي في حالة بدائية إلى حد ما.
ب - ما يتوفر لديه من مواد أولية في السوق وفي باطن الأرض.
جـ - طاقة العمل (عدد الأيدي العاملة) التي يمكن تحويلها إلى ساعات عملٍ فعلية.
هذه الميزانية التحليلية تمثل الطاقة الاقتصادية الكامنة في أي مجتمع نامٍ،! لمجتمع الإسلامي.