وفي عهد يعقوب المنصور اكتمل بناء مدينة الرباط وبنى مسجداً عظيماً له مئذنة شامخة على هيئة منار الإسكندرية يصعد إليها بغير درج وتسمى الآن منارة حسان. وقد ازدهرت الفلسفة والعلوم في عهد الدولة الموحدية فكان فيها ابن طفيل وابن رشد وابن باجة والوزير الطبيب ابن زهر. إلا أنه بزوال دولة الموحدين في المغرب وانطواء الدولة الأيوبية المعاصرة لها في القرن الثاني عشر انتهت دورة الحضارة الإسلامية في رأي مالك بن نبي، وبدأ عصر الانحطاط رغم ما لمع من بوارق انتصارات المماليك والدولة العثمانية في الشرق والغرب، فقد بدأت دورة جديده للحضارة المسيحية الغربية تنبعث على أشلاء الأندلس وتأخذ اطرادها إلى حيث نرى نتائجها في عالمنا الحاضر. (راجع حسن إبراهيم حسن تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي ٤/ ٢١٩، وما يليها، الطبعة الأولى ١٩٦٧ مكتبة النهضة المصرية).