للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

من هنا يأخذ الاطراد معنى يحدد تكيفاً للطاقة الحيوية للفرد. ومدرسة (بافلوف (١) pavlov) أعطت الإيضاحات الأولى حول التكيف عامة.

وواحد من أتباع هذه المدرسة، سيرج تاكوتين، قدم لنا في كتابٍ هام بعنوان (اغتصاب الجماهير) تحليلاً وتصنيفاً للطاقة الحيوية في صورة مايسميه (الدوافع الغريزية).

فهل الدوافع الغريزية الأربعة التي أشار إليها تكفي لتصنيف هذه الطاقة بمجملها أم لا؟ سنترك هذا النقاش جانباً.

لكن الذي يهمنا التحقق منه هو الحدود التي تعمل أو ينبغي أن تعمل في إطارها الطاقة الحيوية؛ كي يتمكن النشاط المنظم لمجتمع ما، في جميع أشكاله من تمثلها واستيعابها.

ومن الجليِّ أننا لو ألغينا، على سبيل الافتراض، واحداً من أشكال الطاقة الحيوية كالذي يسميه (سرج ناكوتين) مثلاً بالدافع الغذائي، أو دافع التملك، أو الدافع التناسلي- فإن جميع الإمكانات البيولوجية لحياة اجتماعية ما سوف تلغى دفعة واحدة، وإذا افترضنا أن فعلنا العكس فحرّرنا الطاقة الحيوية من كل قيد فإن النظام الاجتماعي سيجد نفسه وقد أخلى موقعه لنظامٍ طبيعي خالص.


(١) (بافلوف pavlov) عالم فيزيولوجي وطبيب روسي (١٨٤٩ - ١٩٣٦) م. حاصل على جائزة نوبل مكافأة على أعماله في هذا الحقل (١٩٠٤) م.
توصل من خلال أبحاثه حول الجهاز الهضمي وبوجه خاص حول الارتكاس الرضابي إلى: تحديد مفهوم الارتكاس الشرطي أو المكتسب؛ الذي يُبْعَث في غياب المسبِّب الطبيعي بواسطة مسَبِّب ( excitant) قد ارتبط به مسبقاً. وأعلن (بافلوف) أنَّ الحياة النفسية الإنسانية محكومةٌ بذات القوانين التي تسود الحياة النفسية لدى الحيوان؛ بفارق تراكم جهاز إشارات ومفاهيم ألسنية مع الجهاز الأساسي الوحيد لدى الحيوان، بهذا كان (بافلوف) ينادي بوحدة الحَيِّز الفيزيولوجي والنفساني.

<<  <   >  >>