خطبة المسجد النبوي - ٢٦ رمضان ١٤٣٢ - نعيم رمضان ولذة الأعمال الصالحة - الشيخ علي الحذيفي
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، الملكُ الذي لا يُعجِزُه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، يُقلِّبُ القلوب ويكشِفُ الكروب، أحمد ربي وأشكره، وأتوبُ إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له علاَّمُ الغيوب، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله دعا أمتَه إلى كل خيرٍ وحذَّر من كل شرٍّ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه المُفلِحين.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى؛ فمن اتقى اللهَ وقاه السيئات، ووفَّقه للخيرات.
أيها المسلمون:
اذكروا نعمَ الله عليكم في شهركم هذا شهر الخير والفضل والطاعات، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [المائدة: ١١]، وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ [البقرة: ١٥٢]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا مُعاذ! إني أُحبُّك، فقل دُبُر كل صلاةٍ: اللهم أعِنِّي على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك»؛ حديثٌ صحيح.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم اجعلني لك ذكَّارًا، اللهم اجعلني لك شكَّارًا، أواهًا مُنيبًا مُخبِتًا».
وقد صبَّ الله عليكم في هذا الشهر الخيرات صبًّا، وأعطكم أكثرَ مما تتمنَّون، وأجزلَ لكم مما ترغبون، فحقُّ ربكم عليكم أن يُشكَر ولا يُكفَر، وأن يُعبَد ولا يُجحَد، وأن يُذكَر فلا يُنسَى، وأن يُطاعَ فلا يُعصَى، لتُقابِلوا نعمَه بالشكر؛ فمن شكرَ ربَّه زادَه وأعطاه، ومن كفَرَ نعمَه حرمَه وأقصاه، وأعظمُ النعم ما أعدَّ الله للمسلم في جنات النعيم.
وماذا يضرُّ المسلمَ ما زُوِي عنه من الدنيا إذا نالَ منزلتَه في جنة الخُلد؟ وماذا ينفعُ الكافرَ والمنافق ما تمتَّع به في الدنيا من اللذَّات؟ قال الله تعالى: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ [الشعراء: ٢٠٥ - ٢٠٧]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يُؤتَى بأشد الناس بُؤسًا في الدنيا فيُغمَسُ في الجنة غمسَة، ويقال له: يا عبد الله! هل رأيتَ بُؤسًا قط؟ فيقول: وعزة الله ما رأيتُ بُؤسًا قط، ويُؤتَى بأنعم أهل الدنيا ويُغمَسُ في النار غمسَة، ويقال له: يا ابنَ آدم! عل رأيتَ نعيمًا قط؟ فيقول: وعزة الله ما رأيتُ نعيمًا قط»؛ رواه مسلم.
وقد جعل الله للجنة طرقًا وأسبابًا من سلكَها دخل الجنة، وجعل للنار طرقًا وأسبابًا وأعمالاً من عمِل بها دخل النار، قال الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى [الليل: ٥ - ١١].
ألا وإن من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار: صيامَ شهر رمضان وقيامَه، والمُسارعة فيه إلى الأعمال الصالحات.
أيها المسلمون:
لقد ولَّت أكثرُ أيام هذا الشهر الكريم ولياليه ولم يبق منه إلا القليل، فطُوبَى لمن صامَه وقامَه واتقى اللهَ - تبارك وتعالى - فيه.
وإن من سعادة ابن آدم أن يُحاسِبَ نفسَه على فعل الحسنات وعلى الابتعاد عن السيئات؛ فمن أعانه الله ووفَّقه للطاعات في شهر رمضان فيما مضى من أوقاته فليحمَد الله - تبارك وتعالى -، وليُتبِع الصالحات من الأعمال فيما كان من الأوقات الخاليات فليُتبِعها بصالح الأعمال في الأيام الباقيات.
فما أحسن الطاعات بعد الطاعات، وما أقبحَ السيئات بعد الحسنات، والأعمال بالخواتيم، فاختِموا شهركم بخير ما تقدِرون عليه، وأقبِلوا على ربكم؛ فإنه - تبارك وتعالى - يُقبِل على المُحسنين والطائعين، والله - عز وجل - شكورٌ عليمٌ يُضاعِف الحسنات، ويعفُو عن السيئات، وهو أرحمُ بعباده من الأم بولدها.
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: ٤٠]، وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى: ٢٥].
وقد تكون ليلةُ القدر في هذه البقية من الليالي؛ فعبادةُ الله فيها خيرٌ من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، قال الله تعالى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر: ٣].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه»؛ رواه البخاري ومسلم.
وقيامُها هو بالعبادة والصلاة وبقراءة القرآن والذكر وبالصدقات وبكل عملٍ صالحٍ يُقرِّبُ إلى الله - عز وجل -، وما من ليلةٍ من ليالي العشر إلا وجاءت الأحاديث بتحرِّي ليلة القدر فيها.
وما أعظم سعادة من وُفِّق للتوبة من جميع الذنوب مع العبادة، قال الله تعالى: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [التوبة: ١١٢].
وهي ليلةٌ يلتقي فيها أهلُ السماوات بأهل الأرض لما يتنزَّلُ فيها من الخير ويُصرَف فيها من الشر، فينزلُ جبريلُ والملائكةُ يستغفرون اللهَ للمؤمنين، ويعبدون اللهَ في الأرض، فتبقى في الأرض بركةُ العبادة التي عبدَ اللهَ فيها المؤمنون والملائكة، قال الله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: ٤].
فهنيئًا لهذه الأمة على هذه الفضائل والبركات التي منَّ الله بها عليها في هذا الشهر وغيره، قال الله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم: ٣٤].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وليِّ الصالحين، أحمدُ ربي وأشكره على أعطى من جُوده وكرمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القويُّ المتين، وأشهد أن نبينا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله بعثَه الله بالهُدى واليقين ليُنذِر من كان حيًّا ويحِقَّ القولُ على الكافرين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا الله بلزوم الطاعات، ومُجانبة المحرمات؛ تنجو من عذابه، وتفوزوا بثوابه.
عباد الله:
قصِّروا الآمال، وتذكَّروا ما أمامكم من الأهوال؛ فإنه لا يُنجِي من ذلك إلا صالحُ الأعمال، ورحمةُ الله - تبارك وتعالى - وسِعَت كل شيء، قال - تبارك وتعالى -: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف: ١٥٦، ١٥٧].
عباد الله:
إن الله - تبارك وتعالى - قد حفِظكم من مكائد عدوكم، وإن هذا العدو إبليس وشياطينُه، لا يخلُصون إليكم في هذا الشهر مثل ما كانوا يخلُصون إليكم في غيره؛ فقد سُلسِلَت الشياطين، وإن عدوكم الشيطان والذين معه من ذريته الشياطين يتربَّصون بكم أن ينسلِخ هذا الشهر ثم إنهم يخلُصون إليكم ما لم يكونوا يخلُصون إليكم فيه في هذا الشهر المبارك، وإن الله - تبارك وتعالى - قد حذَّركم من هذا العدو، وأمركم بالاستعاذة منه، قال - تبارك وتعالى -: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٥) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر: ٥، ٦].
فداوِموا على الاستقامة؛ فإن أعظم الكرامة هي الاستقامة على دين الله والثبات على دين الله - تبارك وتعالى -، قال الله - عز وجل -: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [هود: ١١٢]، وقال - تبارك وتعالى - عن ثواب المُستقيمين الثابتين على الطاعات المُجانبين للمُحرَّمات، قال - عز وجل -: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ [فصلت: ٣٠، ٣١].
وإن الله - تبارك وتعالى - أمركم بأن تعبدوه في كل زمانٍ وفي كل مكان، قال - تبارك وتعالى -: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر: ٩٩].
اعبُد الله - عز وجل - في رمضان وفي غيره حتى يأتيك اليقين - وهو الموت -، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أبا عمرو سفيان بن عبد الله قال: يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسألُ عنه أحدًا غيرَك. قال: «قل: آمنتُ بالله، ثم استقِم».
عباد الله:
إن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال - تبارك وتعالى -: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: ٥٦].
فصلُّوا وسلِّموا على سيد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
اللهو وارضَ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنا معهم بمنِّك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك فعلَ الخيرات، وترك المنكرات، وحُبَّ المساكين، وأن تحفظنا من مُضِلاَّت الفتن ما ظهر منها وما بطَن يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعِذنا وأعِذ ذرياتنا من إبليس وجنوده وشياطينه يا رب العالمين وذريته، إنك أنت الله تُجيرُ ولا يُجارُ عليك، اللهم أعِذ المسلمين وذرياتهم من إبليس وشياطينه وجنوده يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.
اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا، وما أسررنا وما أعلنَّا، وما أنت أعلمُ به منَّا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، لا إله إلا أنت.
اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللهم أحسِن عاقبَتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خزيِ الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم ثبِّتنا عند السؤال يا رب العالمين، اللهم ثبِّتنا عند السؤال، اللهم أحيِنا في عافية، وتوفَّنا في عافية، اللهم وأدخِلنا الجنة في عافيةٍ منك يا رب العالمين.
اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت، اللهم ارحمنا رحمةً من عندك تُغنينا بها عن رحمة من سِواك يا رب العالمين، اللهم لا تكِلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ يا أرحم الراحمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح اللهم ولاةَ أمورنا.
اللهم وفِّق عبدكَ خادمَ الحرمين لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، اللهم أعِنه على كل ما فيه صلاحٌ وخيرٌ لشعبه وللمسلمين يا رب العالمين، اللهم وفِّق نائبَه لما تحب وترضى يا رب العالمين، اللهم واكتُب له الشفاءَ والعافيةَ إنك على كل شيءٍ قدير، اللهم وفِّق نائبَه الثاني لما تحبُّه وترضى ولما فيه عزُّ الإسلام، ولما فيه صلاحُ البلاد والعباد، إنك على كل شيء قدير.
اللهم إنا نسألك أن تغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم اجعل هذا الشهر مُنسلِخًا بالغُفران منك يا رب العالمين، لنا وللمسلمين التائبين يا رب العالمين إنك على كل شيء قدير.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: ٢٠١].
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [النحل: ٩٠، ٩١].
واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.