((شد ما يحزنني اضطهاد المرأة، ولكن مشكلتها معقدة، لا أرى لها حلاً)).
فإقبال يرى أن حل مشكلة المرأة، لا يمكن أن يكون في وضعها الراهن المؤسي، كما أنه ليس فيما درجت إليه أختها الأوربية، ومع ذلك فإنه لم يقترح لنا حلاً وسطاً بين هذين القطبين، فلم يكن اضطراب فكره إلا صدى لذلك الاضطراب العام الذي يسود التفكير الإسلامي، بعد قرابة نصف قرن من الإصلاح ومحاولة التكيف مع الأسلوب الغربي. فشكل النهضة الإسلامية الراهن هو خليط من الأذواق، ومن المحاولات، ومن التذبذب، ومن مواقف التدين أيضاً. فهي في الواقع قد اختارت الطريق الذي يقضي لها ما تريد من (أشياء) و (حاجات)، دون أن تبحث عن (الأفكار) و (الوسائل).
فمضمون التعليم في مدارس الإصلاح هو المضمون نفسه منذ ستة قرون، على الرغم من أن الأستاذ وتلاميذه أصبحوا يجلسونمايت الكراسمب ويحملون القماطر، وكان مسلك السؤولين عن الثقافة العربية غريباً شديد الغرابة، فقد؟ نوا يستهدفونما غايات، دون أن يطلبوا وسائلها ٤ إذ ايعتزموا حتى الآدما العودة إلى نظام العدد العرل! الذي أخذ به الغربما منذ عهد (هربرت).
ومع ذلك فليسوا! وحدط! السؤولين عن هذا الوقف التناقض، إذ إن القاسم الشترك بينهم وبين ستة قرون مضت، من الانحطاط، يؤدي بالتيار الحديث وباتجاه الإصلاح معاً إلى ذلك الخليط اللفق من محدثات مستعارة، ورواسب متوارثة.
هذه الفوض! الكونة من عناصر! تهفم أو تكثل، تنفجر في صورة تنافر عنيف، يمكننا ملاحظته حين نتأمل مثلاً مظ! هر العباءة والجلباب القديم بجاذب سيارة حديثة، وهذا النشاز يصبح أعجوبة حين نرى رجلاً من الطراز القديم، ذا ممامة كبيرة، يعب من خر معتقة، على منضدة إحدى اطارات.