للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

على وجه التخمين. لقد كان الأمر كما لو أنني طلبت منه أن يرسل لي دراهمه لأؤسس محلاّ تجارياً على سطح القمر. إنني أفهم لماذا لم يرسل لي دراهمه. ولكنني اليوم أسأل نفسي لماذا لم يتسلح بشيء من الدعاية أو الحس الاجتماعي ليجيبني على رسالتي، على الرغم من الدهشة التي سببتها له أو بسبب تلك الدهشة.

(بوكاميه) لم يعد لديه من الزبائن غير السكارى. مقهى بن يمينة أضحى فارغاً يتردد عليه زبائن الحي فقط، حتى (محمد طاهر السنوسي) لم يعد يأتي إليه لأنه لم يعد يجد فيه مستمعه المدرسي المألوف.

(شوات) ذهب إلى المغرب، وبقيت أنا و (قاواو) وقد أمسكت به بوصفه آخر ما في الجعبة دون أن أصارحه بذلك مصارحة تامة.

(الشاوش) تعجل خروجنا ليطلق لنسائه الحرية في داخل المدرسة. أما (دورنون) فقد كان يظهر العداوة لنا بشكل واضح.

وحين مللت انتظار الجواب سواء على رسالتي إلى (ورقلة) أو إلى (جيجلي) عزمت على إقناع (قاواو) بمشروعي إلى فرنسا.

كان هناك أمر أكيد هو أنني لا أريد العودة إلى تبسة بأي ثمن. ماذا أفعل بها؟ هكذا كنت أسأل نفسي لأقنعها. ولكن من أجل الذهاب إلى فرنسا، وإذا افترضنا أنه سمح لاثنين من أبناء المستعمرات بالنزول من الباخرة إلى البر الفرنسي، فإن الأمر يتطلب شيئاً من المال. ومنحتنا الأخيرة من المدرسة لا تكفي لهذه الرحلة.

لقد قررنا أن نبيع أدوات النوم التي نمتلكها. وكسب منا (بوكاميه) فِراشَينا وغطاءينا الجميلين بسعر منخفض. كان ذلك بكل بساطة باباً قد انفتح أمامنا على العالم. ففي الجزائر كانت الأبواب موصدة.

<<  <   >  >>