للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذراعي العربة برسن كالذي يوضع للحيوانات صنع من قماش الأكياس، وهكذا أضحى توازن العربة لا يستقر على كلتا يدى بل على رقبتي.

الآن وبعد أن قبضنا أجرنا، بدأنا نقف على أرض صلبة وبات علينا أن نفتش عن غرفة نسكنها، وجدنا واحدة بسريرين. أما الولد فقد حصل على مسكن له بفضل رئيس الورشة.

بعد يوم من العمل المضني ارتمينا كقطعة من الرصاص على سريرنا. ومع ذلك فإنني أنا وقاواو استيقظنا عند منتصف الليل. لقد أكلتنا عقصات البق وبالطبع لم نكن قادرين على التخلص بسهولة من تلك الحشرات لوفرة عددها، فنام قاواو ما تبقى من الليل على طاولة صغيرة فيها افترشت أنا أرض الغرفة. لقد كان ذلك لا يطاق.

سألت قاواو عند الصباح: ((هل تريد أن تذهب إلى باريس؟)).

لم يكن لدينا المال لنسافر إلى باريس. وإلى أن ندخر من أجورنا ثمن تذكرة السفر فإن حشرات البق تكون قد صضت علينا وهضمتنا.

ثمة تبسي سافر هو أيضاً لفتح العالم قبل عام من قيامنا بهذه المغامرة وكان مديناً لي بشيء من المال. تذكرت عنوانه وأبرقت إليه من أجل مبلغ يكفي لمقعدين إلى باريس. فأرسل ثمن تذكرة واحدة؛ فكتب علي أن أسافر وحدي تاركاً قاواو الذي كان عليه أن يلحق بي عندما يتجمع لديه المال للسفر أو عندما يمكنني أن أبعث إليه به، لأنني كنت ما أزال أومن بحسن طالعي.

في باريس كأنما كل شيء قد أُعِدَّ من قبل، فصديقي التبسي الذي يعمل في مصانع (نيكولا Nicolas) للبيرة قدّمني فور وصولي إلى رئيس الورشة الذي أعطاني عملاً على الرصيف الفارغ ( Quai - vide)،

<<  <   >  >>