للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الظروف، تحت هذا العنوان: (لا مع الفاشية ولا مع الشيطانية)، وقد نحتُّ فيه الكلمة الأخيرة نحتاً يعني اشتقاقاً (سلطة الشيطان) وشكلاً (السلطة الديمقراطية)، ووجهته إلى جريدة (البرلمان) فلم تنشره، ربما لأن قيادة الحزب الشعبي الجزائري لا زالت في إجازتها وربما لأسباب أخرى.

فترجمنا المقال إلى العربية ووجهناه إلى جريدة الحزب الحر الدستوري بتونس، فلم تنشره كأختها ..

وإذا بانفجار هائل يهز الرأي العام العالمي، في منتصف شهر تموز (يوليو)، عندما نقلت وكالات الأنباء، أن الاتفاق قد تم في موسكو، بين (فون روبينتروب) وزير خارجية ألمانيا، و (مولوتوف) وزير خارجية الاتحاد السوفياتي، ونشرت الصحف ابتسامة الوزيرين على إثر الاتفاق ... مع نبأ رجوع الوفدين الفرنسي والإنجليزي من موسكو بخفي حنين، فكانت فضيحة لا مثيل لها، وتبلبل الرأي العام في الغرب إلى حد لا يُتَصور.

ولكن ابتسامة (مولوتوف) كان لها أثرها الخاص في الوسط التبسي، فقد أصبح هؤلاء التقدميون الذين كانوا يعرضون عني بسبب انتمائهم لـ (الجبهة الشعبية) بدعوى أنني أنا رجل رجعي، أصبح هؤلاء الناس يلقونني في الشوارع بالابتسام وانشراح الصدر.

ومرت الأيام الأخيرة من شهر تموز (يوليو)، وقبل نهايتها بيوم أو يومين وصلت إلى والدي برقية رسمية تدعوه بالشخوص أمام طبيب معين بقسنطينة، كي يجري عليه فحصاً من أجل رجوعه إلى وظيفته، فطار والدي فرحاً بعد أن ذهبت سدىً كل محاولاته للرجوع إلى منصبه، منذ فقده على إثر محاضرتي الأولى بباريس في شهر كانون الأول (ديسمبر) عام ١٩٣١.

ولكن وصلني ببريد اليوم نفسه كتاب غريب العنوان (الهتلرية ضد

<<  <   >  >>