هَكَذَا كَانَت خطة رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - مَعَ قومه؛ دعاهم أَولا إِلَى الْإِيمَان بِاللَّه وَرُسُله قبل أَن يَدعُوهُم إِلَى الْكفْر بآلهتهم، وَطلب مِنْهُم التَّوَجُّه بِالْعبَادَة لله وَحده قبل أَن يطْلب مِنْهُم نبذ أصنامهم وأوثانهم.
إِن أول كلمة جهر بهَا - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - لدَعْوَة قومه بعد أَن جمعهم على الصَّفَا هِيَ قَوْله:"إِنِّي رَسُول الله إِلَيْكُم خَاصَّة وَإِلَى النَّاس كَافَّة"، وَفِي البُخَارِيّ:"إِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد"، وكلتا العبارتين تدعوانهم إِلَى الْإِيمَان بِهِ مُرْسلا من قبل الله الْوَاحِد الْأَحَد.
وَفِي الدَّلَائِل للبيهقي عَن ابْن عَبَّاس - رَضِي الله عَنْهُمَا – أَنه لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة ذهب إِلَيْهِ قومه، وطلبوا إِلَى أَن يبْعَث إِلَى ابْن أَخِيه مُحَمَّد - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فينهاه عَن سبّ آلِهَتهم وتسفيه عُقُولهمْ، فَبعث أَبُو طَالب إِلَى رَسُول الله، وَسَأَلَهُ: أَي ابْن أخي،