للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- قوله: فهو في سبيل الله: سبيل الله الطريق الموصلة إليه وتطلق على كل ما شرعه الله كما تطلق مرادا بها الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام ومن الأول قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} ومن الثاني هذا الحديث.

٦- في إجابة النبي صلى الله عليه وسلم السائل بقوله: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله شاهد لما يعرف في فق البلاغة بأسلوب الحكيم فان هذا الجواب. مشتمل على إجابته عما سأل عنه وزيادة مع اختصاره وإيجازه وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه لو أجابه بأن جميع ما ذكره ليس في سبيل الله احتمل أن يكون ماعدا ذلك كله في سبيل الله وليس كذلك فعدل إلى لفظ جامع عدل به عن الجواب عن ماهية القتال إلى حال المقاتل، فتضمن الجواب وزيادة، ويحتمل أن يكون الضمير في قوله: "فهو" راجعا إلى القتال الذي في ضمن قاتل أي فقتاله قتال في سبيل الله، واشتمل طلب إعلاء كلمة الله على طلب رضاه وطلب ثوابه وطلب دحض أعدائه وكلها متلازمة، قال ذلك الحافظ ابن حجر، وقال: قال ابن بطال: إنما عدل النبي عبيد عن لفظ جواب السائل لأن الغضب والحمية قد يكونان لله فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك إلى لفظ جامع فأفاد دفع الإلباس وزيادة الإفهام.

٧- من فقه الحديث، وما يستنبط منه:

١- الرجوع إلى العلماء وسؤالهم عن أمور الدين.

٢- بيان أن الأعمال إنما تحتسب بالنية الصالحة، والحديث شاهد لحديث إنها الأعمال بالنيات.

٣- أن الفضل الذي ورد في المجاهدين مختص بمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.

٤- جواز السؤال عن العلة.

<<  <   >  >>