من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون" أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
٩- في المراد بالطائفة المنصورة أقوال جزم البخاري رحمه الله في صحيحه بأنهم أهل العلم بالآثار، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدرى من هم. وقال القاضي عياض: أراد أحمد أهل السنة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث، وقال النووي: يحتمل أن تكون هذه الطائفة فرقة من أنواع المؤمنين ممن يقيم أمر الله تعالى من مجاهد وفقيه ومحدث وزاهد وآمر بالمعروف وغير ذلك من أنواع الخير، ولا يلزم اجتماعهم في مكان واحد بل يجوز أن يكونوا متفرقين. ذكر هذه الأقوال الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
١٠- (أمر الله) : ذكر في الجملة الأخيرة مرتين لكل منهما معنى فمعنى أمر الله في قوله صلى الله عليه وسلم: "ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله" شرع الله ودينه، وهو مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد " ومعنى أمر الله في قوله: "حتى يأتي أمر الله" ما قدره الله وقضاه من خروج ريح في آخر الزمان تقبض روح كل من في قلبه شيء من الإيمان ويبقى شرار الناس الذين عليهم تقوم الساعة كما جاء ذلك في أحاديث صحيحة، منها ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن في ذكر الأمور التي تجري في آخر الزمان وفيه: بينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة.
والأمر كالإرادة يأتي لمعنى كوني قدري ومعنى ديني شرعي، وهذا الحديث فيه شاهد لكل من المعنيين.