للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الريش، وتجعله في الدهن وتقبض البازي وتقبيه حتى تأمن عليه من الاضطراب، وليكن مع منقاش، ثم فتش عن الريشة التي عميت ونبت عليها اللحم فأقلعها وأجعل موضعها وتداً فأنها تخرج.

وأعلم أن البازي وجميع الجوارح حتى الفهد طبعها البلغم، وهو آفتها والغالب عليها، وبغلبته يقل لذلك دماؤها، والدليل على ذلك أنك لو ذبحت بازياً لما وجدت فيه من الدم ما تجده في فرخ حمام، ولو ذبحت باشقاً لوجدته أقل دماً من عصفور. وسبيل ما كان هذا طبعه أن يكون غذاؤه اللحم الحار والدم اللذين لم يزالا غذاءه في حدّ بشكاريته، فلا تؤثرن على ذلك شيئاً، واجعل طعمه في قرنصته مخاليف الحمام السمان النواهض التي قد طارت، ولا تطعمه الفراخ التي لم تطر فأنها تثقله إذا أكلها وتصلب في زهركه ولا يسيغها بسرعة، وتضره غاية الضرر، وأطعمه الحذف السمان والقنابر والعصافير الطرية البقلية وما أشبه ذلك. ولا تدم على شيء مما ذكرنا لك، بل غيّر عليه هذه اللحوم، فهو أصلح له من أن تدوم به على لحم واحد، ولا تطعمه لحماً بارداً، وأنت تقدر على حار، أعني ما وصفته لك (ولا) سيما في القرنصة، وأن أطعمته ذلك في القرنصة فليكن في الأيام من بشتمازك حَمَل سمين بدهن حار مثل دهن الجوز، أو الزنبق، والأجود أن يكون بشيرج على جهته، فأنه أقلها ضرراً، والبشتمازك هو الذي يكون في آخر الأضلاع من داخل الحمل، لا ما يكون على ظهره، ويسمى الكمازك، فتَعاهدْه في القرنصة بما ذكرناه، ودع ما ذكر في الكتب من إطعامه في القرنصة الغدد وجراء الكلاب ومخاليف الخطاطيف والفار والجرذان، وجلود الحيات اليابسة، والزنابير الحمر اليابسة، ولحوم العجاجيل وأشباه ذلك، فأنك تعلم أنه لم يتغذ في وحشيته

<<  <   >  >>