ومنهم " طي " وهم ذرية حاتم الطائي الذي هو أشهر من دبر السماء لم يعارضه أحد بالكرم ممن خلق الله من العرب والعجم، وأخباره ليست مجهولة ولا مكذوبة، سانيدها المنقولة، وماذا أقول فيهم ولم يتركوا مقالاً لقائل، القول فيهم أنهم درة القبائل لم يدرك المادح حصر فضائلهم ولم يقف العائم بحر مكارمهم على ساحلهم، فاقوا الأمم باكتساب الشيم، وأعلوا نيران القرى على البقاع فأخبارهم نار على علم، أشجع لدى القراع، وأرفع أقرانهم بقاع، وأطولهم في طلب العلياء باع، وأما مساكنهم بين الموصل وماردين، وهم لا يستعملون البنادق، وأما فرسانهم فألفا فارس.
ومنهم " شمر " وهم من ذرية حاتم المذكور من سكان الجزيرة وهم أكرم العشائر عشيرة وأرفعهم عماداً وأكرمهم أخوالاً وأجداداً وأصحهم من ذكر المكارم أسناداً وأقدم في الحرب وإن جردت سنانها الغضب ولو أجهدت أقلامي في لغتهم، وساعدت أيامي كما أدركتهم، ولكن الكثير على القليل يحمل ويكفي اللبيب عن المفصل مجمل، وشيخ هؤلاء المشهورين سلماً وحرباً يقال له " الجرباء "، وأما سقمانهم فألفا، وفرسانهم ألف ومائتان.
ومن شمر قبيلة يقال لها " الصليح " وما شبه آخر هؤلاء، المرموقين بأولهم، وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل فضلهم كرام بأموالهم وأسود عند استبسالهم، يقتحمون الواهي ويجنبون النواهي، ولم يخب لمؤملهم أمل، ولم يبطلوا لعاملهم على هذه الطريقة، منشغلين زحل، عددهم ألف سقماني وستمائة من الفرسان، وهم تبع أيوب بن تمر باشا ومنهم " الملية " وهم تحت حكم تيمور باشا والآن تحت حكم أبيه أيوب ومسكنهم أرض الرها، القول فيهم أنهم أولوا النهى والمعتلين قدراً والمنتعلين السهى ذوو هبات زاهيات وجياد عاديات ونفوس أبيات لم يسمح الدهر بأمثالهم ولم يسر في ضرب الجميل سوى أمثالهم، يسبق أقوالهم فعلهم ويلحق جواد غيرهم بفلهم، وهم أسوة المتآسين، ونجدة الطارق المرسى.
عددهم أربعة آلاف سقماني وألف وخمسمائة فارس.
ومنهم " الخضر " ذوو العيش النضر والجيش المضر القامعين المعادين مسكنهم بين نصيبين وماردين لم يبق لغيرهم مطعماً إلا من خيرهم ولم تعارضهم السحب الروائح إلا بتكرار حمدهم والمدائح فاقوا من قبلهم فاشتاقوا أهل زمانهم بعض فضلهم، ولم يدرك لهم غاية ولا وقف على نهاية، وأما الحرب منهم ولدها والبالغوا شدهما والمعجلى قراها ببيض قواضب وجرد سلاهب.
وأما خيلهم فما تجاريها الرياح، ولا تباريها خطوات البارق إن لاح، عددها سبعمائة سابق وألف من الرماة الحواذق.
ومنهم على ساحل الفرات بالجزيرة من الخابور إلى البيرة، " الجبور " غير الماضي ذكرهم، والمشاد فخرهم، وهؤلاء أشبه ممن قبلهم وفد يدركوا فضائل غيرهم، ولم يدركوا من فضلهم سقمانهم ألفان وخيالتهم ألف.
ومنهم " العقيدات " بجانب الشامية القول فيهم أنهم ذهاب المحن وأرباب المدن وبدر الليل، وإن أجن، عوايدهم جميلة، وفوائدهم جليلة سقمانهم ألفان، وفرسانهم ثمانمائة.
ومنهم " البقارة " ذوو الهبات السارة والكتائب المارة الذين هم مآل النجا وساق الرجا ورواق الخائف وقوام المتجانف، سيوفهم أطول من ظلال الرمح، وأكفهم ابيض من نوالها وجه الصبح، ولو لم يكن لهم إلا إكرام ضيفهم الطارق لكفاهم هذا المجد الخارق.
وأما فرسانهم خمسمائة وسقمانهم ألف.
ومنهم " ألبو شعبان " السالكون في أفعالهم مسالك أكرم العربان القول فيهم قول المتبع آثارهم، العارف بأسرارهم، إنهم عماد المكرمات " وحياة الرفاه " وقصب دائرة الحروب والشهب المنيرة، ونعم العشيرة لتنفيس الكروب، صريعهم لا يرجى قيامه إلى يوم القيامة.
فنعم الطاغين وأكرم، وبئس لمطاعنيهم وأشام. خمسمائة سقمانهم، ومائتان فرسانهم ومنهم بجانب الشامية " العفادلة " و " الولدة " ذوو البأس والشدة والغياب والنجدة، الذين هم يفاع المكرمات وبقاع الرياض الناظرات بجهدهم النزيل ويستقلون له الجزيل، ولو يتركوا لسواهم مسلكاً من مسالك الجميل.
عددهم سقماناً ألفان وفرساناً ألف ومائتان.
ومنهم " آل بو محمد " وهم أشبه بالماضين في المكرمات ونيلها وخوض بحورها المهلكات بليلها، والفضل يدل نشره عليه وشبيه الشيء منجذ إليه. وأما فرسانهم مائتان وسقمانهم خمسمائة.
ومنهم " بنو سعيد " ذوو البأس الشديد والسنان الحديد السابقون في المجد والمدركون الحمد في هزلهم والجد.