ومنهم " الجنابيون " شيوخهم " فدعم، ومرشد " وهم ذوو سطوة مهلكة وهبة مملكة، وكفاح بالسيوف وانشراح للضيوف، ومؤاساة للغائل وإدراك للجمائل، خير مكتسب للثناء، ومشيد البناء، وهادي لطريق المحامد والمنى. وأما عددهم سقماناً، فألف، وأما فرساناً فمائتان.
ومنهم سكان جانب دجلة الشرقي بين بغداد وكركوك " العزة " ذوو المجد والعزة، والشوق للمكرمات ولا شوق كثير عزة، القول فيهم أنهم أمام المكرمات وغمام المعصرات، والأخذ الوبيل لمن نازأهم، والركن المنيع لمن والأهم، وما آل المؤمل رفدهم وزاد المتحمل من عندهم وقرة عين الخائف، وقال المستنطق والعائف. فرسانهم خمسمائة لم يعرفوا الرمي.
ومنهم " العنبقية " ذو الأعراض النقية، القول فيهم إن أكفهم ضمرات السحاب وحماة النجائب، وأفضل أقرانهم وأجمل من طلب المدح من أهل زمانهم، كم أتاقوا من واحد وايتموا ولد على فراق والد، وما سلكوا طريقة حمد الألم يهيأ لهم من طلبها زنداً ولا احجبوا ناراً للقتال إلا وجعلوا وقودها صناديد الرجال، ولا طرقهم طارق بحشاشة إلا وبثادر. وقيل زادهم البشاشة، ومع هذا المجد الوافر والجود المتكاثر ينام أحدهم جائع مخافة من الطارقين بالليل الخاشع، ولم يتعاطوا الرمي بالبنادق سوى إنهم إذا نادى، منادي الويل، أجابته الجرد السوابق، وأما عددها في الحساب لا في الكفاية فالمعروف منها ثلاثمائة.
ومنهم " الكروية " ذو المجد والأرومة وأكرم أقرانهم خوولة وعمومة وهم خلف جبل حمرين المخصوص بالبركات في سائر السنين.
السنين، ولو أردت تبيان مفاخرة لورطني ذلك وأوهمني إنه من أشجار الآخرة مما لا يدرك عدة ولا وقف أحد على منتهى حدة من العنب والتبن والرومان والزيتون، والمتشابه من أشجاره البالغة وأقماره الطالعة، ذو التشاكل والألوان صنوان وغير صنوان، فاكتفيت بالأقتطار مخافة الاختصار، وأما المشار إليهم والمسند الثناء عليهم منهم إغراس عربة، والمنشئين بربرية أكرم من ثلوجة وأبها من أثماره في برجه، وأنفع من الزلال للظمآن، وأنجح من هلاك الضد من النعمان، فرسانهم ثمانمائة فارس، وأما الرماة فما عندهم مورد ولا حارس.
ومنهم " آل بيات " ذوو قرى وبوادي وفضائل سابقة وبوادي وجيادها باب الأغادي، سموا إلى الذروة العليا، وجنوا المكارم الأحلام في الدنيا، وهؤلاء المذكورين والكماة المشهورين بين كركوك إلى بغداد في أطيب الأرض أرضاً، وأنعم الناس زاداً وأقرب مصادفة للأهوال وأعذب مشرباً للطارق في سود الليالي فاقوا لمحامدهم الأوائل، وورثوا السماح والجرأة فما بكر بن وائل لو شبهتهم بحاتم في الجود لأصبت أوقستهم بابن الزبيبة في الهيجاء لما كذبت.
وأما فرسان البيات من البيات من هذه القبائل المذكورات فستمائة فارس. وأما عن عرب الجزيرة ما بين بغداد إلى أورفا طولاً وعرضاً من البيرة إلى ماردين وممشاة طولاً أثنى عشر يوماً وممشاة عرضاً ستة أيام، ومن الموصل إلى عانه عرضها ستة أيام شرقها وبوسط الجزيرة المذكورة " جبل سنجار " المشهور، وبه جملة قرى متعددة.
وهو جبل منيع وأهله عصاة للحكم خارجين عن جملة الأديان ليس لهم معتمد وقال بعض العارفين بهم أنهم يعبدون الشيطان لعنهم الله وأيان - ولم يقدر عليهم أحد من وزراء بغداد إلا الوزير الأفخم المغفور له ما تأخر من ذنبه وما تقدم " علي باشا " أعلى الله تعالى منازله بالجنان وتغمده بالرحمة والرضوان، فإنه الذي سار عليهم بعساكره، وحكم السيوف فيهم وقتل منهم جمل عديدة وأسر منهم أسرى ولم يتمكن من ولايته استئصالاً، وأما ما في هذه الجزيرة من المدن المشهورة، فالموصل وأورفا وعانة وقرى لا تعد، وأما عربانهم الموجودين منهم: - " آل عبيد " وهم ينقسمون إلى أربع فرق منهم " آل بو شاهر، وآل بو حمد وآل بو علقي وآل بو هيازة " مساكنهم بين بغداد والموصل، وهم ألفا فارس ولم يتعاطوا الرمي بالبنادق.