للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشمني بصنعه، فاحتفى بهذا الطلب وسارع إلى تلبية رغبة الحافظ، ثم أطلع الشارح الحافظ عليه بعد إنجازه، وحيث إن المصنف الحافظ ذكر ذلك عن الشارح وأنه أراه إياه بخطه (١) ، فإن الحافظ بهذا بدا شاكرًا للشارح صنيعه، لا سيما أنه أثنى على علمه في مناسبة أخرى، كما سأذكره، وأنابه في التدريس عنه، كما سيأتي.

لكنّ الحافظ مع هذا - فيما يبدو- لم ير الشرح متوجها إلى ما يريده، وربما جرى له حديث في نفسه - والله أعلم- أن يتولى هو شرحه لو سنحت له الفرصة، وكان الشمني قد انتهى من شرحه في رمضان عام (٨١٧ هـ) ، ولم يصح للحافظ عزم على الشرح إلا في أواخر العام التالي - فيما يظهر- حين طلب منه ذلك أحد أصحابه ففرغ من شرحه لها الذي سمّاه (نزهة النظر) في مُستهلّ ذي الحجة من عام (٨١٨هـ) (٢) .

ويظهر لي من تسمية الحافظ هذه لشرحه ما لعلّه يُؤيد قول السخاوي -في حديثه عنه وتقديمه لشرحه (نزهة النظر) -: ((أشار بقوله في خطبته: (صاحب البيت أدرى بالذي فيه) إلى العلامة كمال الدين الشمنّي، فإنه كان شرحها ... وسمّاه (٣) (نتيجة النظر في نخبة الفكر) ، وهو أكبر من شرح المصنف)) (٤) .

ووجه التأييد من حيث إن (النظر) في تسمية الشمنّي كأنه اعتراه معنى التعقب، وليس كذلك هو في تسمية الحافظ - لشرحه- التي جعلها (نزهة)


(١) المجمع المؤسس ٣/٣٠٢.
(٢) الجواهر والدرر ٢/٦٧٨.
(٣) أي الشرح.
(٤) الجواهر والدرر ٢/٦٧٨ و٣/١١٥٧.

<<  <   >  >>