ابن أبي طالب، أبو جعفر الصّمادحي (١)، القيرواني، الفيه، المفتي، المحدّث العابد. تقدمت ترجمة أبيه.
سمع وكيع بن الجراح، والفضيل بن عياض، وابن القاسم، وغيرهم.
وسمع منه سحنون، وابن وضّاح، وأحمد بن يزيد القرشي، وغيرهم.
ألف كتاب الزهد، وكتاب مواعظ الحسن.
قال القاضي عياض: قال معتّب - (يعني ابن أبي الأزهر) -: قلت لسحنون: إن موسى جلس - يعني في الجامع -، فقال سحنون: ما جلس في
(١) هكذا وردت هذه النسبة في رياض النفوس: ١/ ٣٧٦، وترتيب المدارك: ٤/ ٩٣، والبيان المغرب: ١/ ١٠٧، وسير أعلام النبلاء: ١٢/ ١٠٨. لكن السمعاني في الأنساب: ٣/ ٥٢٠ جعلها بالباء والراء بدل الميم والدال فقال: «الصّبارحي: بضم الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة وكسر الراء وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى صبارح وهي من قرى إفريقية، منها: أبو جعفر موسى بن معاوية الصّبارحي الإفريقي. . .». وتبعه ياقوت في معجم البلدان: ٣/ ٣٩١، وعز الدين بن الأثير في اللباب: ٢/ ٢٤٣، وابن حجر في تبصير المنتبه: ٣/ ٨٤٣، والسيوطي في لب اللباب: ٢/ ٦٨. فلعل الأمر تصحف على السمعاني، وذلك لأن المغاربة أعلم بأنسابهم من المشارقة، وسيأتي بعد قليل - إن شاء الله تعالى - توجيه هذه النسبة: «الصمادحي». هذا، وقد قال القاضي عياض في ترتيب المدارك ٤/ ٩٣: «أبو جعفر موسى بن معاوية الصمادحي مولى آل جعفر بن أبي طالب». فقد جعله مولى لأنه انتسب إلى صمادح، وصمادح من الموالي، قال القاضي عياض في ترتيب المدارك ٤/ ٩٣ موضحا ذلك: «ويقال: إن عون بن عبد الله أودع جارية له مالا فجحدته، فأخرجها إلى غلام له اسمه صمادح، فقدم بها إلى إفريقية وهي حامل من عون فيما يقال، فقال الناس: ابن جعفر، على هذا - والله أعلم - فاستوطن القيروان. وقال ابن اللّبّاد عن شيوخه: إن معاوية بن عون بن عبد الله بن جعفر، قدم على عبد العزيز بن مروان، فوصله واتخذ عنده جارية، فأولدها ولدا سماه عونا فمات فغيبت المال، وتزوجت غلاما له يقال له: الصمادحي، فقدم به إفريقية، واشترى له ضياعا كثيرة، فعرف بالصمادحي».