[المصنفات المفردة في تراجم الفقهاء المالكية من أول القرن السادس إلى آخر القرن الحادي عشر]
[التعريف بهذه المقدمة]
أسهم علماء الأمة بدراسة تاريخ الفقه الإسلامي من جميع جوانبه، وكانت لهم عناية متميزة برجال الفقه وحملته، الذين بذلوا جهدهم، واستفرغوا وسعهم في حفظ الشريعة الغراء، فأفردوا فيهم التصانيف المترجمة التي استوعبت أخبارهم وتواريخهم، وعدّدت آثارهم وتصانيفهم، وميزت درجاتهم ومراتبهم، وأظهرت نوادر من فقههم وحسن طرائقهم، حتى صار المتفقه بهم على بصيرة وهدى من أمره.
وكان للفقهاء المالكية في هذا المضمار نصيب جليل، وقسط وافر، إذ انبرى قوم من العلماء لجمع تراجمهم، وإظهار سيرهم، فأثمر هذا الجهد المشكور كتبا واسعة، وأسفارا حافلة، أشهرها وواسطة عقدها: ترتيب المدارك للقاضي عياض، الذي استهللت به هذا البحث، معرّفا به وبصاحبه الإمام، وبالكتب المؤلفة عليه إلى نهاية القرن الحادي عشر، ثم تحولت كذلك إلى الديباج المذهب وغيره من كتب هذا الفن متقيدا بالمدة التي اشترطتها.