للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من بكر بن وائل، الجبنياني (١)، الفقيه الإمام، أحد الأبدال الصالحين، وقدوة العباد الخاشعين، ورأس الزهاد المخبتين، وشيخ الورعين الصادقين.

وكان مستجاب الدعوة، عالي الهمّة. وستأتي ترجمة جده علي إن شاء الله تعالى.

كتب عن أبي بكر بن اللّبّاد، وأبي علي حمود بن سهلون - وقد أكثر عنه -، ومحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد ربه.

قال القاضي عياض: أحد أئمة المسلمين، وأبدال أولياء الله الصالحين.

وقال أيضا: قال اللّبيدي: وكان ابن اللّبّاد به معجبا. . . وقال أبو القاسم - (يعني اللّبيدي) -: وكان أبو إسحاق حسن الضبط في نقله وتصحيحه للكتب. . . وكان حافظا، إذا حفظ شيئا قلما ينساه، وكان درس من الفقه دواوين، وكتب بيده كتبا كثيرة، وكان من أعلم الناس باختلاف العلماء، عالما بعبارة الرؤيا، ولا يفتي فيها، ويعرف حظا من اللغة والعربية، حسن القراءة للقرآن، يحسن تفسيره وإعرابه وناسخه ومنسوخه، لم يترك حظه من دراسة العلم بالليل إلا عند ضعفه قبل موته بقليل، وكان لما ضعف بصره عن قراءة الليل يجعل ابنه أبا الطاهر يقرأ عليه. . . وكان أبو الحسن القابسي يقول: الجبنياني إمام يقتدى به، وكان أبو محمد بن أبي زيد يعظم من شأنه ويقول: طريق أبي إسحاق خالية لا يسلكها أحد في الوقت. . . ويقول: لو فاخرتنا


(١) نسبة إلى جبنياتة قرية بإفريقية قرب سفاقس، كانت من أملاك جده علي قاضي سفاقس وسائر الساحل، وقد ورثها والد صاحب هذه الترجمة - وهو من وزراء بني الأغلب - وكان يرتادها للنزهة. ثم اختارها أبو إسحاق للسكنى إيثارا لخمول الذكر. الأنساب لإسماعيل بن إبراهيم البلبيسي: ٢٥٢ أ، وترتيب المدارك: ٤/ ٤٠٦، ٦/ ٢٢٣، ٢٣١، وتوضيح المشتبه: ٣/ ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>