العابد المتقدم، الورع المدقق، القدوة. وكان مجاب الدعوة، رفيع القدر.
صحب أبا جعفر أحمد بن نصر، وأبا البشر مطر بن يسار، وأبا جعفر القصري، وغيرهم.
قال أبو عبد الله الأجدابي: كان أبو إسحاق من العلم بالله وأمره في خطة ما انتهى إليها أحد من أهل وقته، حتى لقد كان من بالقيروان من أهل العلم والدين إنما ينظرون إليه إذا نزلت الحوادث المعضلات، فإن أغلق بابه فعلوا مثله، وإن فتح فعلوا مثله، وإن تكلم تكلموا بمثله لتقدمه عندهم، ومكانه من العقل والعلم والمعرفة بصحبة الوقت، وكيف تلقى الحوادث. . .
وكان شديد الأخذ على نفسه، شديد الورع، وكان أحد من عقد الخروج على بني عبيد. وقال ابن سعدون: كان من المتعبدين المتقدمين في العبادة، موصوفا بالعقل والعلم، وكان مما شغل به نفسه ذكر فضل الصحابة والثناء عليهم لانتشار أمر المشارقة. وقال أبو عبد الله الخرّاط: كان من أولياء الله المعدودين، الذين ينزل بدعائهم المطر، وتظهر عليهم البراهين. وقال المالكي: كان رجلا صالحا، فاضلا، مشهورا بالعبادة والاجتهاد، كثير الورع، وقافا عن الشبهات، رقيق القلب، غزير الدمعة، متواضعا، مجاب الدعوة، حسن الأخلاق، حميد الأدب، طلق الوجه، مباينا لأهل البدع، شديد الغلظة عليهم، قليل المداراة لهم. وقال القاضي عياض: وكان أبو جعفر أحمد بن نصر الفقيه يقول: لا تعارضوا أبا إسحاق فإنه لو وزن إيمانه بإيمان أهل المغرب لرجحهم.
ألف مناقبه أبو عبد الله الحسين بن أبي العباس الأجدابي.