يتعلق بهما مع ضبط المشكل، ثم يتحدث عن طلبه للعلم ورحلاته ويسمي جملة من شيوخه وتلامذته، ويتبعه بذكر مكانته العلمية مستعرضا جملة من أقوال العلماء في ذلك، ثم ينتقي ما يحسن إيراده من أخباره وفضائله ومناصبه ومؤلفاته وآدابه وحكمه ونوادره ومحنته، ويختم بإيراد الوفيات والولادات وما يتعلق بذلك مع الإشارة إلى من كان له شأن من أولاد المترجم.
ووزّع أهل كل طبقة حسب بلدانهم، مبتدئا بالمدينة المنورة وما والاها من الجزيزة العربية كمكة المشرفة واليمن، ومثنيا بالمشرق على اختلاف أقطاره - ولا سيما العراق والشام -، ثم يتحول إلى مصر فإفريقية فالمغرب الأقصى، وجعل ختام البلدان الأندلس.
وانتظمت تلك الطبقات في إحدى عشرة طبقة (١)، سوى أصحاب مالك
(١) تفرد محمد بن حماده السّبتي صاحب القاضي عياض في كتابه مختصر ترتيب المدارك بذكر الطبقة الأخيرة (الحادية عشرة)، ونسبها لصاحب الأصل، وليس لها وجود في نسخ الكتاب ولا في عامة مختصراته ومنتقياته المتوافرة. ويبدو أن القاضي عياضا لم يلحقها بمسودة الكتاب، أو أنها سقطت منها وانفصلت عنها قبل أن يتداولها النساخ. وعند إيراد ابن حماده لها في مختصره: ١٠٨ ب - ١١٣ ب فصل بينها وبين العاشرة باستدراكه على القاضي عياض بعض أهل سبتة من الطبقة التاسعة. والطبقة الحادية عشرة المذكورة لم تصل في الجملة إلى شيوخ القاضي عياض، وإن كانت استدراكات ابن حماده عليها في شيوخه. ولعل القاضي رأى عدم جدوى ذلك مع وجود فهرست شيوخه المسمى بالغنية كما أشار ابن علوان في خاتمة مختصر ترتيب المدارك: ١٦٩ أ، أو أنه أراد إضافة ذلك ثم لم يتيسر له، ولا سيما أن الكتاب بقي في مسودته ولم يسمعه. لكن في تضاعيف ما زاده ابن حماده عن القاضي عياض في الطبقة الحادية عشرة ما يرجح الأمر الأول لأن فيه ما يدل على أن القاضي أنهى كتابه قبل وفاته بسنين كثيرة، ففي ترجمته لمروان بن عبد الملك =