فلزمها ملتزما مسجدها بالنهار للإقراء ومنزله بالليل للعمل الصالح، لا يخوض في شيء من أمر الفتنة، ولا يخالط الناس جملة. وقال ابن حيّان: كان على تحققه بعلم القرآن والسنة عالما بالعربية بصيرا بالنحو مشاركا في الأدب، له حظ من الطب يفتي فيه الناس دون ثواب وتظهر المنفعه به، أجمع الناس على عدم نظيره في وقته، وانتفع به أصحابه منفعة عظيمة. . . وكان شديدا عليهم، يأخذهم بالأدب والزجر. وقال أبو علي الغساني: هو شيخي ومعلمي، وأحد من أنعم الله علي بصحبته، اختلفت إليه نحو خمسة أعوام في تعلم الفقه والأدب، لم تر عيني قط مثله نسكا وزهدا وصيانة لنفسه، وانقباضا عن جميع أهل الدنيا، من رآه فكأنما رأى السلف الصالح من الصحابة والتابعين.
توفي بقرطبة صدر رجب سنة أربع وخمسين وأربع مئة.
[الطبقة العاشرة: الأندلس]
٢٦٣ - بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد أبو القاسم
الإسكندراني *:
* مصادر الترجمة: ترتيب المدارك: ٥/ ٥٧ (طبعة المغرب)، ٢/ ٣٣ ب (نسخة دار الكتب المصرية)، ٢/ ٢٥ (نسخة الخزانة الحسنية)، ومختصر ترتيب المدارك لابن حماده: ٥٢ أ، ومختصر المدارك لابن رشيق: ١١٠. الإكمال لابن ماكولا: ٧/ ١٨٥، وتاريخ الإسلام: ٢٤/ ١٨٩.