صحب أبا محمد بن أبي زيد، وأبا الحسن القابسي - وكان من كبار أصحابهما -، وعبد الخالق بن خلف بن شبلون، وغيرهم.
له كتاب التهذيب - في اختصار المدونة (١) -، وكتاب تمهيد مسائل المدونة، وكتاب الشرح والتمامات لمسائل المدونة، وكتاب اختصار الواضحة لعبد الملك بن حبيب الأندلسي، وغيرهما.
قال القاضي عياض: من كبار أصحاب أبي محمد بن أبي زيد وأبي الحسن القابسي وحفاظ المذهب المؤلفين فيه.
توفي بعد سنة ثلاثين وأربع مئة.
[الطبقة الثامنة: إفريقية]
(١) قال القاضي عياض في ترتيب المدارك ٧/ ٢٥٦ - ٢٥٨: «اتبع فيه طريقة اختصار أبي محمد، إلا أنه جاء به على نسق المدونة، وحذف ما زاده أبو محمد. وقد ظهرت بركة هذا الكتاب على طلبة الفقه، وتيمنوا بدرسه وحفظه، وعليه معول أكثرهم بالمغرب والأندلس، إلا أن أبا محمد عبد الحق - (يعني ابن محمد الصقلي) - ألف عليه جزءا فيما وهم فيه على المدونة، وأنا أقول: إن البرذاعي ما أدخل ما أخذ عليه فيه إلا كما نقله أبو محمد بن أبي زيد. - (ثم قال القاضي عياض في البرذاعي) -: ولم تحصل له رئاسة بالقيروان، وكان مبغضا عند أصحابه لصحبته سلاطينها الذين تبرءواهم منهم. . . ويقال: إن فقهاء القيروان أفتوا برفض كتبه، وترك قراءتها، لتهمته لديهم، وسهل بعضهم في اختصاره للمدونة. . . لشهرة مسائله، ويقال: إن الذي مكن تغييرهم عليه أنه وجد بخطه في ذكر بعض بني عبيد أو أسبابهم يتمثل في تقريظهم. . . ويقال: بل سببه أنه ألف كتابا في تصحيح نسب بني عبيد وأنه كانت تأتيه صلة إمامهم، ويقال: بل لحقه في هذا دعاء الشيخ أبي محمد رحمه الله إذ كان البراذعي أيام دراسته عنده لا يزال يتسبب في الاعتراض عليه. . . فلفظته القيروان فلم يستقر بها، فخرج إلى صقلية وقصد أميرها». وينظر معالم الإيمان: ٣/ ١٤٦ - ١٥٠.