وأقتطع من مقدمة التوشيح بعض الفقرات التي تدل على منهج المؤلف الذي تقدمت الإشارة إليه، كما ألتقط من الخاتمة ما يتعلق بذلك إلى جانب ما رجاه فيها من تأليف كتاب شامل في طبقات المالكية من أول أمرهم إلى زمانه، لكن لعله لم يتهيأ له وضع هذا التأليف لعدم وجوده وعدم ذكر الناس له.
فمما قاله في المقدمة: «فقد سألني بعض إخواني المالكية. . . أن أضع من مطالعاتي ذيلا على كتاب العلامة إبراهيم بن فرحون المدني. . . معرفا لعلماء هذا المذهب وأهله. . . مضمنا شرح أوصافهم من مولد ووفاة وتأليف، على وجه وجيز، ووضع عزيز. . . مبتدئا في ذلك من أواخر القرن الثامن إلى أثناء هذا القرن العاشر. . . فأجبته. . . لسؤاله. . . وقد رتبت ذلك على حروف المعجم. . . شارطا ذكر من اشتهرت كمالاته. . . مذيلا كل حرف بتتميم، قاصدا الشمول والتعميم، للتنبيه على من أغفله صاحب الأصل من أهل المئة الثامنة، مضيفا إليه من سكت عنه من معاصريه من أهل المئة الثامنة، إما لسبق موته أو لكون أخبارهم عنه كامنة، خاتما هذا الترصيف والبناء بذكر من اشتهر بالكنى.
على أني لم أذكر من علماء المغاربة إلا من وصلت كتبه إليّ أو وقفت على اسمه ضمن المصنفات الفقهية أو الاستدعاءات الحاصلة لدي، ولا وصمة