سجلات القضاة، إلى ما جمع من أقوال الشيوخ المتأخرين، مع ما كان عليه من الطريقة المثلى وتوفيته العلم حقه من الوقار والتصاون، والتزامه من ذلك ما لم يكن عليه أحد من شيوخه رحمهم الله. وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحصار الخولاني: كان أبو عبد الله هذا من أهل العلم بالحديث والرأي والحفظ للمسائل، قائما بها، واقفا عليها، عاقدا للشروط، محسنا لها، بيته بيت علم هو وأبوه وجده، وكان جميعهم في الفضل والتقدم على درجاتهم في السن ومنازلهم في السبق. وقال القاضي عياض: إشبيلي، نبيه البيت في العلم والجلالة والقضاء ببلده. . . ورحل مع أبيه أبي عمر، ولقي عدة من الشيوخ والفقهاء، وروايته ورواية أبيه واحدة. . . وولي الشورى ببلده ثم القضاء، وكان يستفتي في كثير من مسائله أبا بكر بن عبد الرحمن وأبا عمران الفاسي وقد ذكر القاضي ابن سهل في كتابه من مسائله لهما جملة صالحة.
ولد في صفر سنة ست وخمسين وثلاث مئة.
وتوفي لعشر بقين من المحرم سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة.