للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

وأمر ووصى معنى القول دون حروف القول، فتكون (أن) في قوله: {أَلَّا تَعْبُدُوا} [الإسراء: ٢٣] مصدرية، يعني: بماذا أمر ووصى؟ بـ {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: ٢٣] قوله: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: ٢٣] هذا معنى (لا إله إلا الله) بالمطابقة؛ لأن (لا) نفي في الجملتين، وقال هنا: {تَعْبُدُوا} [الإسراء: ٢٣] وهي بمعنى (إله) المذكورة في كلمة التوحيد، فالإله هو المعبود. فقوله: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: ٢٣] يعني: احصروا العبادة فيه وحده دون ما سواه، فإنه أمر بهذا ووصى به، وهذا هو معنى التوحيد، ودلالة الآية على التوحيد ظاهرة، في أن التوحيد إفراد الله بالعبادة، أو تحقيق كلمة (لا إله إلا الله) .

وقوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: ٢٣] يعني: وأحسنوا بالوالدين إحسانا.

قال: وقوله تعالى: {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: ٣٦] [النساء: ٣٦] وهذا- أيضا- فيه أمر ونهي، أما الأمر ففي قوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ} [النساء: ٣٦] وأما النهي ففي قوله: {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: ٣٦] وقد مر دلالة قوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ} [النساء: ٣٦] مع النفي، على توحيد الله.

ثم تأمل قوله هنا: {وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [النساء: ٣٦] فإن (لا) هنا ناهية، ومن المتقرر في علم الأصول أن النهي كالنفي، إذا تسلط على نكرة، فإنه يفيد العموم، وما بعد (لا) نكرة وهو المصدر أحد مدلولي الفعل؛ لأن الفعل

<<  <   >  >>