قال العلماء:(أنْ) هنا تفسيرية ومفسرها محذوف تقديره: وصاكم؛ لأن (أنْ) التفسيرية هي التي تأتي بعد جملة فيها معنى القول دون حروفه، وإنما قدروا المحذوف بقولهم (وصاكم) ، لأنه جاء في آخر الآي قوله:{ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[الأنعام: ١٥١] وقال في الآية الثانية: {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[الأنعام: ١٥٢] وقال في الآية الثالثة: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: ١٥٣] وكل هذه الثلاث فيها التوصية، فيكون تقدير الكلام - إذًا -: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم: وصَّاكم ألا تشركوا به شيئا. والوصية هنا: شرعية، وإذا كانت الوصية من الله شرعية: فهي أمر واجب.
وقوله:{وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا}[النساء: ٣٦] دلالتها على التوحيد كدلالة آية النساء التي قبلها.
ثم ساق الشيخ - رحمه الله - أثر ابن مسعود رضي الله عنه وهو قوله: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليه خاتمه، فليقرأ قوله تعالى. . . . . إلخ (١) .
قوله:(التي عليها خاتمه) : يعني التي كانت من آخر ما وصى به ومن آخر ما أمر به، يعني التي لو قُدِّر أنه وصى، وختم على هذه الوصية، وفتحت بعد وفاته - عليه الصلاة والسلام - وانتقاله إلى الرفيق الأعلى لكانت هي هذه الآيات التي فيها الوصايا العشر، فهذا القول من ابن مسعود للدلالة